هذه فضائح المخزن في مواجهة كارثة الزلزال

هذه فضائح المخزن في مواجهة كارثة الزلزال

الكارثة، أكبر الفضائح، حيث لم يظهر الملك الذي كان في باريس وقبلها في الغابون، إلا بعد مرور 20 ساعة بالضبط من حدوث الكارثة، ولم يخاطب الملك شعبه للمواساة، ولم يقم بزيارة المناطق المنكوبة، واكتفى المخزن بمسرحية زيارة الملك لأحد المستشفيات في مراكش، بعد أن أزال آثار التخلف الصحي عنها بشهادة المغاربة أنفسهم، لأخذ الصور لا أكثر ولا أقل.كما سجل غياب تام للحكومة بداية من رئيس الوزراء عزيز أخنوش، الملياردير المعروف، والوزراء المعنيين، والسلطات المحلية، حيث ترك الشعب لمصيره في سابقة هي الأولى من نوعها في كيفية تعاطي أي سلطة في العالم مع كارثة طبيعية بهذا الحجم.منع التغطية الإعلاميةوبعد تزايد الانتقادات اللاذعة داخل المغرب من سوء إدارة المخزن للأزمة الخطيرة، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصدر المخزن تعليماته لوقف انتقادات الملك محمد السادس، سواء في الداخل، أو عبر الضغط على وسائل الإعلام الأجنبية.وحرك المخزن أداته الممثلة في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الثلاثاء الماضي، لتصدر بيانا تهاجم فيه وسائل الإعلام التي تقوم بتغطية تداعيات الزلزال، كاشفة عن استنكارها لما سمته “استغلال التغطية المباشرة من قبل الفضائيات العربية والفرنسية لترويج الأكاذيب وتضخيم الأخبار غير الصحيحة، وخلق أجواء الرعب في المناطق المتضررة”.ويحاول المخزن الادعاء بأنه يقوم بالحملة ضد الإعلام الفرنسي الذي فضح المستور في كيفية تعاطي السلطات مع الكارثة، غير أنه يستهدف بالدرجة الأولى الأصوات الغاضبة من داخل المخزن، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي نشطت في نشر فيديوهات صادمة عن الوضع المأساوي للضحايا، في غياب كلي للسلطات المحلية والمركزية المغربية.فضيحة تبرع الملك المريض بالدموكانت فضيحة الفضائح هنا، تتعلق بمسرحية قيام الملك محمد السادس، بالتبرع بالدم لضحايا الزلزال، حيث استغرب المتابعون كيف لملك مريض بمرض الساركويد، أن يقوم بمثل هذه الخطوة، في حين استغرب موقع “أفريك” الناطق بالفرنسية، التحول المفاجئ في صحة الملك خلال عملية التبرع بالدم، وكيف استعاد سمنته وقد كان قبل أيام هزيلا شاحبا لا يقوى على الحركة؟ متسائلا هل تمت الاستعانة بشبيه الملك؟.ويؤكد المختصون، أن مريض الساركويد لا يمكنه التبرع بالدم عمليا، لأن ذلك من شأنه نقل نفس التفاعلات الخطيرة وغير الطبيعية لجهاز المناعة للضحايا، وأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الشهيرة (FDA) منعت التبرع بالدم من مرضى الساركويد.طرد الإيطاليين وهروب الإسبانوكان التعامل الفج وغير المهني، والقبول المتأخر ببعضها، الذي تعرضت له بعض فرق الإنقاذ الأوروبية التي وصلت المغرب للمساعدة، أحد تلك الفضائح، والتي بسببها لم تستطع تلك الفرق المختصة إنقاذ أي شخص على قيد الحياة.وأحدثت تصريحات بعض الأعضاء في مجموعة مساعدات الطوارئ الإيطالية الرسمية، التي وصلت المغرب للمساعدة، لوسائل الإعلام عن المساعدة المغربية “غير الكفؤة وغير الفعالة”، غضب المخزن الذي حمل المسؤولية للحكومة الإيطالية، قبل أن تقوم بطردهم، بينما اضطرت فرقة الإنقاذ الإسبانية إلى الهروب من المغرب، بعد أن تبين لها استحالة العمل وسط تلك الظروف الكارثية، من عدم التنسيق والفوضى، مع اليأس في إمكانية انتشال الأحياء من تحت الأنقاض، نتيجة التباطؤ الشديد في تحرك السلطات المغربية، ورفضها لجميع عروض المساعدة الدولية تقريبا.جيش المغرب يهين شعب المغربوكانت مشاركة الجيش المغربي في عمليات الإغاثة والإنقاذ، واحدة من أكثر النقاط سوداوية في هذا الإطار، حيث علاوة على النقص الفادح في الإمكانيات التي أبان عنها، فقد ساهم بطريقة مباشرة في إهانة المنكوبين من خلال الأساليب المتخلفة في تقديم المساعدات، حيث تداولت وسائل إعلام عربية، فيديو لمروحيات تابعة للقوات الجوية المغربية وهي ترمي المساعدات للسكان المتضررين من الزلزال، كما لو أنها ترمي بها للحيوانات، دون الهبوط في هذه المناطق، الأمر الذي أدى إلى إتلاف جزء كبير من تلك المساعدات من بعض المواد الغذائية منتهية الصلاحية، والمشكلة من الخبز اليابس والياغورت الفاسد.الأخطر من ذلك، أن الطريقة غير الاحترافية في رمي تلك المساعدات الغذائية للمنكوبين شكلت في حد ذاتها خطرا على السكان، حيث انهارت العديد من البنايات الهشة والمتضررة من آثار الزلزال نتيجة تلك الطريقة الغريبة التي تنم عن مدى احتقار الجيش الملكي للشعب المغربي، لأنه جيش في خدمة الملكية وليس من الشعب ولخدمة الشعب.