نموذج الدولة الناجحة التي يدعمها العالم

نموذج الدولة الناجحة التي يدعمها العالم

كتب الإعلامي و المدون محمد لحسن في قراءة لنموذج الدولة الحديثة فقال : عطفا على تدوينة الاخ البشير محمد لحسن حول نموذج الدولة الناجحة التي يدعمها العالم.

اكيد ان العالم ( الغرب) ليس بحاجة إلى دولة فاشلة جديدة تضاف إلى مشاكله الكثيرة، وتكون مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة عن طريق انتشار الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وحتى الإرهاب، وخاصة إذا كانت هذه الدولة قريبة نسبيا من حدود اوروبا، تحت هذه الشعارات التي تهدد اوروبا بخطر الدولة الفاشلة يجد الاحتلال المغربي آذانا صاغية في الغرب.

الشعب الصحراوي ودولته المرجوة حتى و ان كان يمتلك كل الحقوق وكل الشرعية في إقامتها لن يدعم العالم إقامتها بل ولن يسمح بذلك!! إلا إذا برهن نموذجها الحالي على قدرتها على النجاح والاستمرار في المستقبل، لان المجتمع الدولي لا تهمه الحقوق والشرعية بقدر ما تهمه مصالحه ومن يضمن له حماية تلك المصالح.

وهذا البرهان على النجاح، لا يمكن ان يتأتى بدون وجود مؤسسات دستورية حقيقية مستقلة عن امزجة الاشخاص، وقادرة على الاستمرار بالتداول الديمقراطي على السلطة، وهو ما فشلت فيه قيادة البوليساريو حتى الآن للآسف ، إذ أن النموذج القائم الان للدولة الصحراوية يجسد اكبر انواع الفشل الممكن حدوثها.

إذ لا يوجد على ارض الواقع إلا مؤسسات شكلية خاضعة لأمزجة القائمين عليها، الذين وصلوا إلى قيادتها عبر طرق ملتوية اما عن طريق روابط القرابة او روابط الولاء، تحت شعار “ديمقراطية المؤتمر” وهي عملية ابعد ما تكون عن الديمقراطية وممارساتها المتعارف عليها، وما دامت هذه هي الطريقة المتبعة ستبقى المؤسسات ملك لأشخاص ورهينة لأمزجتهم وتنتقل من سيئ إلى اسوا.

وتسمح هذه العملية لأي رئيس مهما بلغ ضعفه ان يتحكم في نتائج المؤتمر .

سأوضح هنا باختصار كيف تعمل (ديمقراطية المؤتمر) على تكريس نفس الواقع ونفس الوجوه التي اوصلت القضية إلى هذا الواقع التعس.

اولا: ان المسؤول عن هذا الواقع هو الذي يختار اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وهو الذي يحدد رئاستها، وهو الذي يختار رئاسة المؤتمر التي تتحكم في النقاش العام داخل المؤتمر وتوجهه حسب رغبتها. وهو من يعين رئاسة اللجان عن طريق الرئاسة المعينة من طرفه، وهو ما يسمح له بالتحكم في سن القوانين واقصاء الخصوم.

وثانيا :القدرة على التأثير في تحديد من يحق لهم المشاركة في المؤتمر بعديد الطرق والمدعوين،..الخ، ومن ثم القدرة على التحكم في نتائج التصويت.

ثالثا :ان عدد من يحق لهم المشاركة في المؤتمر يمثل اقل من 2% اثنين بالمئة من عدد المواطنين!! بهذا العدد وهذه الطريقة يتم تحديد مصير الشعب والقضية، ويتم تسمية ممثلوا الشعب وإطلاق صفة الشرعية عليهم.

هذه هي ديمقراطية المؤتمر باختصار شديد، وهي التي نحصد نتائجها المؤلمة اليوم على كافة الأصعدة.

قد نستطيع مخادعة شعبنا، و قد ننجح في تغييبه وقد نكذب حتى على انفسنا ونصدق كذبنا، ولكننا لن نستطيع مخادعة العالم.

فالعالم يعرف جيدا ان هذه ليست ديمقراطية ولا يمكنها ان تنتج مؤسسات ناجحة او قادرة على الاستمرار، وان النموذج الحالي للدولة الصحراوية هو نموذج لدولة فاشلة يطبعها الفساد والتسيب الامني.

و علينا ان ندرك اننا لا نملك ترف الوقت لإنقاذ مشروعنا الوطني، وتقديم نموذج مقنع للعالم عن دولة صحراوية قابلة للحياة، وكل دقيقة تمر دون اصلاح ستكون لصالح الاحتلال و على حسابنا .

بقلم:محمد لحسن.