مجلة دير شبيغل الألمانية: الرفض المغربي للمساعدات الألمانية يعود الى تشبث برلين بموقفها الرافض للسيادة المغربية المزعومة على أراضي الصحراء الغربية

مجلة دير شبيغل الألمانية: الرفض المغربي للمساعدات الألمانية يعود الى تشبث برلين بموقفها الرافض للسيادة المغربية المزعومة على أراضي الصحراء الغربية

أولت الصحافة الألمانية، على اختلاف انتماءاتها السياسية، حيزا كبيرا لتغطية الزلزال الذي ضرب عدة مناطق بجبال الأطلس وسط المغرب.

وأوردت مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية قبل أيام مقالا مطولا لثلاث من كبار صحفييها العاملين بالقسم الأجنبي حاول الاجابة عن الأسباب الكامنة وراء الرفض المغربي للمساعدات الدولية المعروضة. قائلة إنه في الوقت الذي تقدمت فيه أكثر من 60 دولة بعرض مساعدتها في إطار الاستجابة لمتضرري الزلزال الا أن محمد السادس لم يقبل سوى بمساعدة أربع دول فقط بينما تنتظر دول عدة ردودا على طلباتها بما يوحي بعمق العزلة التي يعيشها الملك عن واقع شعبه.

و تحت عنوان:” في الوقت الذي تهتز فيه الأرض يطبق الصمت على ملك المغرب” كتبت المجلة التي تعد من أكبر الإصدارات الاسبوعية بأوروبا: “بينما كان سكان قرية أمزميز بأعالي جبال الأطلس يُدفنون أحياء تحت أنقاض منازلهم، وبينما كانت مئذنة جامع خربوش في المدينة القديمة تُسوى بالأرض على غرار مئذنة جامع الكتبية الأكثر شهرة في المدينة، كان ملك البلاد لا يزال حينها في رحلته الباريسية. حيث كان يقيم في القصر الفاره الذي اشتراه في العام 2020 بجادة اميلي دي شانيل على مقربة من برج ايفل بمبلغ 80 مليون يورو”. وأردفت دير شبيغل ان الاخبار المشؤومة وصلت إلى مسامع محمد السادس مساء يوم الجمعة غير ان ظهوره وامره بتنظيم عمليات الإغاثة الميدانية استغرق أكثر من 36 ساعة دون الإعلان عن حالة الطوارئ”.

وكانت عدة دول قد قدمت عروض مساعدة للمملكة المغربية في إطار الاستجابة لمتضرري الزلزال، من بينها الجزائر والمانيا وتركيا وفرنسا التي تشهد علاقاتها بالمغرب برودة وتوتر على خلفية قضية “بيغاسوس” الشهيرة التي تتهم فرنسا فيها المغرب بالتجسس على صحفيين وسياسيين على رأسهم الرئيس ماكرون، حسب التحقيق الصحفي الذي شاركت فيه 16 مؤسسة صحفية بالاشتراك مع منظمة “فوربيدِن ستوريس”.

وأثار الرفض المغربي لهذه المساعدات تساؤلات عدة حول خلفياته وسط حضور كبير للأسباب السياسية وبخاصة رفض العديد من دول العالم الاعتراف للمغرب بالسيادة المزعومة له على الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.

وخلصت مجلة “دير شبيغل” ذات المقروئية الأكثر في ألمانيا: ” ان رفض ملك المغرب للمساعدات الالمانية والفرنسية المقدمة لبلاده يعود الى عدم اعتراف كل من المانيا وفرنسا ودول اوروبية أخرى بمزاعم المغرب السيادية على الصحراء الغربية” .

وعقب عاصفة الجدل التي أثارتها العديد من وسائل الإعلام المحسوبة على نظام المخزن المغربي العام الماضي بالقول ان الحكومة الالمانية قد غيرت من موقفها تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ،  جددت وزيرة الخارجية الألمانية السيدة أنالينا بيربوك مطلع شهر يوليو الفارط موقف بلادها الثابت والداعم للعملية التي تقودها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.

وأبرزت زعيمة حزب الخضر الألماني  أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد ستافان دي مستورا يستحق كل الدعم والمساندة في مساعيه الرامية للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم لقضية الصحراء الغربية. مؤكدة أن العملية التي تقودها الأمم المتحدة تبقى، في نظر الحكومة الألمانية، الطريق المنشود للحل السياسي العادل والدائم والمقبول من طرفي النزاع في الصحراء الغربية، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية.