لا يستحق الرد

لا يستحق الرد

إهمال الجزائر للدعوة الملكية الجديدة والمبتذلة والمكررة بالتصالح وفتح الحدود بين الجزائر والمغرب، دليل آخر على أن مثل هذه الدعوات الملكية الفارغة والمنافقة والبروتوكولية الباردة، لا تستحق الرد بالنسبة للجزائر، لأن حيثيات الدعوة ودلالاتها وأهدافها جميعا مرصودة بالنسبة لصنّاع القرار الجزائري، أولا لتكرارها الممل في كل مناسبة بعيد العرش أو غيره، وثانيا لتناقضها جوهريا مع الممارسات العدوانية للمخزن وتحالفاته الخيانية مع الصهاينة، وثالثا لسعي أصحابها إلى تسجيل أهداف وإن كانت في وضعية “التسلل” في المرمى الجزائري، عبر الادعاء أن سبب هذا الصراع بين البلدين هو النظام الجزائري “المتغطرس” وليس المخزن المسكين صاحب القلب الحنين!.

الفايدة:

من علامات النفاق الكبرى، أن لا ينطبق قول الإنسان مع أفعاله، فيكون ما يقوله بلسانه عكس ما يقوم به بجوارحه، ولسنا بحاجة هنا لإثبات الخيانات والمؤامرات اليومية التي يقوم بها المخزن ضد الجزائر عبر تحالفه وطلبه الحماية من الصهاينة، لكن أن يستمر هذا البهتان هكذا طويلا منذ سنوات، وأن تغطي القنوات العالمية هذا النوع من الهراء المتكرر هو الذي أصبح يثير الشفقة والسخرية والاستهجان أيضا.

والحاصول:

نحن في الجزائر نعرف جيدا منذ عقود مصطلح “اللاحدث” المرتبط سنوات التسعينات باجتماع “سانت إيجيديو”، وأعتقد أن السيد وزير الخارجية عطاف هو من أطلقه وقتها، وعليه يصبح مفهوما الآن لماذا لم تعلق الجزائر على نفاق الملك، ولو باعتباره “لا حدث”, لأنه ببساطة أقل من ذلك بكثير، إذ لا يستحق حتى الاستماع إليه، علاوة على التعليق عليه ولو بنصف كلمة.

بقلم:حسان زهار-الاخبارية.