كفى صمتًا… كفى خيانة……

يا من تدّعون القيادة وتلبسون عباءة الدولة، لقد تخليتم عن ساحات الحرب، فتراجعتم إلى الخلف وتركتم المواطن يواجه مصيره بين نار المحتل وخنجر الفوضى الداخلية. لم تعودوا في المقدمة تقارعون العدو، ولم تبقوا في الخلف تحمون ظهور الناس. تركتم المخيمات فريسة لتجار السموم، للمفسدين، وللصراعات التي غذيتموها بصمتكم المريب وجبنكم المخزي.
المواطن البسيط، الذي وثق بكم، أصبح ضحية في خيمته، ينام خائفًا ويستيقظ محاصرًا بالفقر والظلم، بينما أنتم غارقون في حساباتكم، ومصالحكم، وصراعاتكم الفارغة.
أي دولة هذه التي لا تستطيع حماية شبابها من المخدرات؟ أي دولة هذه التي تسمح للفتنة أن تنمو وللسرقة أن تصبح عادة؟ وأي قادة أنتم، إن لم تحموا من بقي لكم من شعب؟ تجار المخدرات هم جبهة أخرى، والمفسدون عدو آخر، ومن يحميهم شريك في الجريمة.
ومن يلوذ بالصمت الآن، فهو خائن ولو لم ينطق. نحن لا نحارب فقط العدو المغربي، بل نحارب العدو الداخلي الذي يلبس ثوب الدولة ويطعنها من الداخل.
إن لم تكونوا في الصفوف الأمامية تقارعون العدو في ميادين الشرف، فعلى الأقل، كونوا رجالًا تحرسون من بقي في الخيام.
فإن خذلتموهم هناك، فلا تخذلوهم هنا. سُفكت الدماء، وانتهكت الحرمات، وغُذيت الصراعات القبلية والخلافات حتى صارت نارًا تهددنا جميعًا. فماذا أنتم صانعون؟ وأي تاريخ تكتبون لأنفسكم؟ خزيٌ اليوم… وعارٌ في الغد.
حفظ الله مقاتلي الجيش التحرير الشعبي الصحراوي وكل أفراد القوة العمومية الصحراوية وكل المخلصين لعهد الشهداء
بقلم : محمود زريبيع.