قمة البريكس وإنزلاق «البوريطية»
كالطريدة لا تجد لها مهربا ، باتت المملكة المغربية تتهرب من مواجهة الجمهورية الصحراوية في المحافل الدولية حتى الامتناع عن المشاركة ، مطلقة تبريرات واهية تؤكد في مجملها وهن روايتها وضعف حججها ، بل وانقلابا من القيادة والحاشية فيها على ما يقولون بين ليلة وضحاها.
اخر الشواهد على هذا الوضع الذي بلغته المملكة العلوية انكارها جملة وتفصيل نية المشاركة في قمة البريكس- افريقيا المقرر عقدها بجنوب افريقيا؛ وأعجب من ذلك النفي المطلق لرغبة الانضمام الى المجموعة رغم ورود اسمها في قائمة الدول المتقدمة بطلب رسمي للإنضمام قبل نحو اسبوع فقط وما رافقه من حملة تطبيل اعلاميا لمزايا الانضواء على لواء المنظمة ، لكن -اذا عرف السبب بطل العجب-.
ففي ثنايا حديث المصدر المأذون في الخارجية المغربية الذي اختارته الرباط ليكون لسان حالها ما يبدد اللبس عن سبب الانكار والنفي.
المصدر وجه سهام غضبه نحو جنوب افريقيا بسبب موقفها المعروف أصلا من القضية الصحراوية ، الامر الذي يعد مربط فرس هذا الانقلاب الحاد في الموقف ازاء المنظمة. انقلاب ما فتئت الرباط ان اتبعته بوابل من التهم لجنوب افريقيا نحو حيازها بل وانحراف موقفها ازاء القضية الصحراوية في ردة فعل ليست بالجديدة بإعتبارها بلد نيلسون مانديلا الذي كان ولا يزال مناصرا لإستقلال الصحراء الغربية بيد ان الذي غيبته الرباط هو ان دول مجموعة البريكس اكدت في بيان مشترك لدى اجتماع ابريل الماضي دعمها التام لقرارات الامم المتحدة وجهود مبعوثها الخاص استيفن ديميستورا المتعلقه بحق تقرير الشعب الصحراوي لمصيره في محاولة يائسة من الرباط لإعطاء الإنطباع بعزلة مواقف بريتوريا عن الكتلة الدولية .
اما ثالثة الافاف فيما يشبه البيان الرسمي عبر ما سمي بالمصدر المأذون في الخارجية المغربية هو القدح في اجتماع المنظمة من اساسه بإتهام البلد المضيف بتحريف طبيعة الحدث خدمة لأجندة غير معلنة في صوبة غير مباشرة للأعضاء الأربعة الأخرين وتصويرهم بصورة التابع والقاصر عن بلورة الخطط المستقبلية للمنظمة.
انزلاق دبلوماسي خطير ربما لم يحسب القائمون على الدبلوماسية المغربية له حساب بعد ان اعمى الغضب والغيط بصائرهم وهم يرون انتصارات الدبلوماسية الصحراوية تتوالى…