قمة إفريقيا للمناخ : حلول إفريقية للتحديات الكونية

قمة إفريقيا للمناخ : حلول إفريقية للتحديات الكونية

اختتمت قمة المناخ الإفريقية الأولى هذا الأربعاء بالعاصمة الكينية نيروبي، بالمصادقة على “إعلان نيروبي” والذي سيمثل ميثاق أساسي للمجهود الافريقي في معركة التغير المناخي العالمية. كما سيعزز من موقف القارة التفاوضي في مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف المعنية بالتغير المناخي (كوب28) الذي تستضيفه الإمارات آواخر العام الجاري.

ونجحت الحكومة الكينية في استضافتها لأول قمة افريقية تعالج القضايا المرتبطة بتأثيرات التغير المناخي. حيث شكلت القمة فرصة لأفريقيا لتحديد كيفية تمويل ومعالجة مشاكل تغير المناخ في القارة مع تنامي الظواهر المناخية المتطرفة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتطوير مصادر الطاقة المتجددة.

كما عززت هذه القمة التاريخية مكانة أفريقيا في المجهود العالمي لحماية المناخ بضغط الزعماء الأفارقة من أجل توفير قدر أكبر من التمويل لجهود مكافحة تغير المناخ في حين تعاني أفريقيا من العواقب المترتبة عن هذه الأزمة العالمية دون أن تساهم في خلقها كما تعد من بين القارات الأكثر عرضة لتأثير تغير المناخ.

وحثت الوثيقة، التي صدرت يوم الأربعاء، الدول الملوثة الرئيسية بتخصيص المزيد من الموارد لمساعدة الدول الفقيرة. كما دعت دول العالم الى دعم الاقتراح الافريقي الداعي إلى نظام دولي لفرض ضرائب على انبعاثات الكربون تشمل ضريبة كربون على تجارة الوقود الأحفوري والنقل البحري والطيران، ويمكن زيادتها أيضاً بضريبة على المعاملات المالية الدولية.

وقد حظيت دعوة القمة للقارة الافريقية إلى اتباع مسار “النمو الأخضر” بدعم واسع النطاق بين القادة ومجموعات المناخ. وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة،”أن الطاقة المتجددة يمكن أن تكون المعجزة الأفريقية ولكن يجب علينا تحقيق ذلك”. وأضاف غوتيريش: “يجب علينا جميعا أن نعمل معا من أجل أن تصبح أفريقيا قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة”.

في حين أكد الرئيس الكيني ويليام روتو ان الحكومات الدولية وبنوك التنمية والمستثمرين من القطاع الخاص تعهدوا بمبلغ 23 مليار دولار للمشاريع الخضراء في مجال الطاقات المتجددة خلال القمة التي استمرت ثلاثة أيام، بما في ذلك مئات الملايين لمبادرة كبرى لأسواق الكربون”. مصيفا ” إن أفريقيا جديدة قد بُعثت، وهذا يعني أنه يتعين أخذها على محمل الجد”.

الجمهورية الصحراوية على خط المواجهة في أزمة التغير المناخي

وكان رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي قد شارك في قمة المناخ الافريقية والقى خطابا تاريخيا أمام القمة بحضور الرئيس الكيني والامين العام للامم المتحدة ورئيسة المفوضية الأوروبية وعدد من رؤساء الدول والحكومات الافريقية والاجنبية.

حيث أكد وقوف الجمهورية الصحراوية على خط المواجهة في أزمة تغير المناخ العالمية والتحديات المرتبطة بها بالتزامن مع خوضها نضالا باسلا في سبيل إنهاء الاستعمار، جراء وضع الاحتلال، الناجم عن النزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية.

وأكد رئيس الجمهورية ان تأخر الأمم المتحدة في استكمال عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، لا يمكن أن يكون مبرراً لعدم انخراط الجمهورية الصحراوية الكامل في المجهود العالمي للتصدي لتغير المناخ وآثاره المدمرة. كما لا يمكن أن يحرم الشعب الصحراوي من حقه وواجبه في المساهمة مع إفريقيا والعالم في هذه المعركة الوجودية، ناهيك عن تقاسم تجربته الخاصة، المكتسبة خلال عقود من التعايش مع الظروف المناخية القاسية، مع الشعوب والأمم الأخرى.

ودعا في ختام خطابه الخاص بأزمة التغير المناخي الى ضرورة تمثيل الجمهورية الصحراوية في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وفي مؤتمر الأطراف الموقعة عليها (كوب)، وتوقيع الطرف الصحراوي على اتفاقية باريس للمشاركة في المفاوضات وتقديم مساهمته المحددة وطنياً بشكل دوري إلى الأمم المتحدة. مبرزا ان الصوت الصحراوي سيكون صوتًا إفريقيًا مضافا ومعززا للموقف الأفريقي.

نكسة الاحتلال المغربي في نيروبي

لقد شكل حضور الجمهورية الصحراوية في قمة المناخ الافريقي مشاركة ناجحة بكل المقاييس. بدءا من العناية الخاصة التي حظي بها الرئيس الصحراوي والوفد المرافق له منذ الوهلة الأولى من قبل الحكومة الكينية. الشئ الذي أثار حفيظة دولة الاحتلال المغربية وأرغمها على إلغاء مشاركة وفدها الرسمي الذي كان يقوده رئيس الحكومة المغربية وعدد من وزراءه وعمدة مراكش المغربية التي تستضيف مدينتها اجتماعات كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي شهر اكتوبر المقبل ضمن الفعاليات الدولية التحضيرية لمؤتمر الامم المتحدة للأطراف المعني

بالتغير المناخي (كوب 28). واقتصرت مشاركة دولة الاحتلال على نائب السفير المغربي بكينيا.

لتطلق بعدها صحافة المخزن العنان للكذب وتسويق نظرية المؤامر لتبرير تلك الهزيمة النكراء التي تنضاف الى الهزائم المتتالية التي منيت بها السياسة الخارجية لدولة الاحتلال المغربية و التي كان آخر فصولها مشاركة الجمهورية الصحراوية في أشغال القمة الخامسة عشر لمجموعة بريكس بجنوب إفريقيا.

تجدر الإشارة هنا الى حضور الجمهورية الصحراوية في اختتام أشغال قمة المناخ الإفريقية الأولى وحضور مراسيم إصدار إعلان نيروبي، بوفد يمثل الرئيس الصحراوية يقوده سفير بلادنا بكينيا، السيد محمد ليمام محمد عالي سيد البشير بمعيّة السفير و المندوب الدائم لبلادنا لدى الاتحاد الأفريقي السيد لمن أباعلى.