قاعدة 13 نوفمبر ….بين الحدث والاسم

قاعدة 13 نوفمبر ….بين الحدث والاسم

لا أريد أن أخوض في قرار 13 نوفمبر 2020 بعد مرور ثلاث سنوات مع إحتفاظي بجرأته وتحفظي على تصريفه ( الى اليوم ) ، بقدر ما سأتناول الإسم … قاعدة 13 نوفمبر…. الذي حملته القاعدة العسكرية التي دشنها الامين العام الجبهة يوم 13 نوفمبر الماضي إحتفاءا برمزية تاريخ إستئناف الكفاح المسلح ،وسبب تناولي للإسم حصرا دون المسمى راجع بالأساس لغموض وغرابة المنطلقات في إختيار الإسم مما وضع القائد الأعلى للقوات المسلحة بين مطرقة الخروج عمدا عن المآلوف في تسمية الموؤسسات الوطنية(بما عليه ) وسندان الإصرار إشباعا للأنا الذي لن يشبع نظرا للأسباب التالية :

١/ 13 نوفمبر كتاريخ مجرد لا يتعدى في الوجدان الصحراوي كدلالة أكثر من العودة الى الكفاح المسلح بغض النظر عن الاجواء والنفسية التي ترتبت عنه ، فكفاحنا التحرري في أوجهه الأخرى لم يتوقف يوما بالرغم مما اعتراه .

٢/ تسمية قاعدة عسكرية بهذا التاريخ إحتفاءا أو تخليدا له يحيلنا على إستدعاء ذاكرتنا الجماعية لسؤالها عن جملة من الاحداث التي كانت فارقة في مسارنا النضالي عسكرية وسياسية ودبلوماسية ( حصار لمسيد ، عملية الگلتة ، تشكيل أول حكومة و دخولنا كدولة عضو في منظمة الوحدة الافريقية…الخ) أين نحن من تخليدها على الرغم من أثرها الكبير في حصائلنا النضالية التي ترتبت عنها .

٣/ جميع المدارس العسكرية بمختلف مستواياتها ( التدريب ، التخصص ، للاطر ) تحمل أسماء الشهداء من القادة والاطر مثل مدرسة الشهيد الولي ، مدرسة الشهيد هداد ، مدرسة الشهيد عمي .

٤/ نمتلك عشرات الموؤسسات الوطنية على إختلاف طبيعتها ليس من بينها من يحمل أسماء تؤرخ لحدث معيين إلا مدرسة 12 أكتوبر ، متوسطة 17 يونيوبو، ابتدائية 10 ماي و ابتدائية 8 مارس .

٥/ لو سلمنا ( نزولا عند الرغبة ) بعظمة ودلالة 13 نوفمبر فنحن ملزمون بالتسليم أيضا بعظمة من سقط شهيدا ليعطي ل 13 نوفمبر العظمة والدلالة وهم كُثر ومن بينهم القادة والاطر ( الداه البندير ، سالم شداد ، الشيخ علال و أباعالي حمدي عضو الأمانة الوطنية وقائد الناحية السادسة) فلماذا لا تحمل هذه القاعدة إسما من هذه الأسماء ؟ عملا بالمآلوف وتخليدا لهذه القامات .

أكاد أجزم أن هذا التفصيل الأخير لم يفت القائد الأعلى للقوات المسلحة ، ولكني أكاد أشك بأنه راهن على ربطنا للأحداث بمن صنعها مما أحاله على فهم أن ال 13 نوفمبر هو علامة مسجلة بإسمه ( عبر البعض عن هذا مرات عديدة ) وهذا ماجعل إختيار هذا الإسم للقاعدة العسكرية ترجمة لنرجسية طاغية.

حمدي ابة