على الشباب بالمدن المحتلة “الصحراء الغربية” الحذر …
يُوجد لدى وزارة الداخلية المغربية ما يفوق 640 ألف عون سلطة يتبعون لما يسمى “مكتب الأحوال العامة ” وهو قسم خاص يوجد في كل مقاطعة ، و المقاطعة هي إدارة تقع تحت نفوذها الإداري عدة أحياء من كل دائرة أمنية ، و المدينة تحتوي على عدة دوائر امنية و مقاطعات ، وكل فرد يتبع لمقاطعة حسب الحي الذي يتواجد فيه مقره السكني، والمعروف أن ما يسمى ” قسم الأحوال العامة ” ستجد فيه ملف عن كل فرد يسكن داخل مجموعة الاحياء التي تدخل في نطاق سيطرة “المقاطعة ” ، حيث يحتوي الملف الخاص عن كل فرد على ” الانتماءات – التواجهات – العلاقات الشخصية – الاهتمامات اليومية ” ستجد كل معلومة صغيرة أو كبيرة عن الافراد .
هو سيستيم يعتمد بشكل رئيسي على المعلومات الواردة من عناصر و أفراد تابعين للداخلية المغربية ينتشرون في الشوارع و الازقة لرصد أي تحرك أو موقف أو كلام قاله شخص عن موضوع ما مهما كانت طبيعته ، وهو نفس السيستيم المعتمد داخل مدننا المحتلة لتحقيق هدفين إثنين . تجميع قدر كبير من المعلومات و الانطباعات التي قد تبدو للإنسان العادي لا ترقى لمستوى الخطورة ، لكن تلك المعلومات عندما يتم تجميعها و تحليلها يمكن التوصل بعدها بسهولة لاهتمامات الافراد و نمط حياتهم اليومي ومواقفهم و بالتالي تتعامل السلطات بشكل فوري في حالة وجود خطر لحظي أو التعامل وفق استراتيجية متقدمة من حيث التركيب و التوقيت لخلق نمط اخر من التفكير وبالتالي تتغير الاهتمامات خاصة إن كانت ذات طابع سياسي يشكل مصدر قلق للإحتلال ، كما حدث مع عدة أحياء و ازقة كانت تشكل بؤر ثورية معروفة لكنها عرفت جزرا في السنوات الماضية .
أما الهدف الثاني فهو محاولة لامتصاص جزء من البطالة في الأوساط الشعبية ، من خلال تجنيد الافراد مقابل راتب شهري تم رفعه في السنة الماضية بالاضافة لتعويضات تتعلق بتكاليف الهاتف و التنقل ، حسب وثيقة مسربة من وزارة الداخلية المغربية عممت على ما يسمى عملات الأقليم و الجهات .
لكن يبقى السؤال ، من أين تصل تلك المعلومات لتخزن داخل رفوف ” قسم الأحوال العامة ” ؟ .
رغم عمل سلطات الاحتلال على توفير التكنولوجيا لزيادة مستوى المراقبة و تطويق المدن المحتلة و ردع أي فعل نضالي ، إلا أن دور البشر على الأرض كان ولايزال ضروريا مهما بلغت قوة تلك التكنولوجيا ، لهذا رفعت وزارة الداخلية المغربية من مستوى تجنيد ما يسمى ” المقدمين ” أو ” شيوخ الأحياء ” أو ما أصبح يطلق عليه ب “شيوخ لماطير ” ودورهم هو التجول اليومي بين الازقة و معرفة الاخبار و التوقف ساعات عند متاجر المواد الغذائية للأخذ و الرد في الكلام مع التجار لمعرفة ما يدور في الحي وما طرأ ومن تزوج ومن له ضيوف ومن طرأ على الحي و من السكان الجدد وهل يوجد شباب يكترون منزل لتعاطي الشيشا مثلا ومن ومن … الخ .
هنا يظهر لنا دور لمقدم و الشيخ في الحي ، لكن ما هو دور ما تسمى ب “العريفة ” ؟ .
إن كنت تعرف للمقدم او شيخ الحي الذي يحتك بسكان الحي نتيجة لقضاء الأمور الإدارية على مستوى المقاطعة فإنه من الناذر معرفة العريفة ، و في الحالة الصحراوية وحسب ما تم رصده أمنيا فإن العريفة يتم توظيفها للتقرب أكثر من الشباب ومجالستهم في أوقات الفراغ داخل المنازل خاصة في جلسات النارجيلة ” الشيشا ” وهي جلسات يدور فيها الحديث عن ما يدور في المدينة و عن ما يقوم به بعض الافراد و تحديد شبكة العلاقات بين الشباب ومستوى القرب بين كل منهم على حدى ، وهنا يتم تحويل المعلومات الصغيرة و الكبيرة ولربما الحساسة من تلك الجلسات من خلال العريفة إلى قسم ” الأحوال العامة ” أو إلى ضباط استعلامات مغاربة بشكل مباشر . كما تم زرع وتجنيد عدة عريفات على مستوى الاحياء المحاذية لأماكن الاحتجاجات خاصة وسط المدن ، وهنا نجد أن العريفة تعتبر أخطر من المقدم لأن الأخير معروف لدى السكان إلا أن العريفة يصعب معرفتها خاصة في الفترة الحالية مع ارتفاع مستوى تجنيد فتيات ليشتغلو كعريفات .
ختاما الحذر مطلوب و اليقظة ضرورية .
امبارك سيدأحمد مامين