عام السنية: شيء من التاريخ (31)

عام السنية: شيء من التاريخ (31)

يعتبر عام السنية من اشهر السنوات في التقويم التقليدي المعروف عند المجتمع الصحراوي المعاصر، فمتى كان هذا الحدث ولماذا سمي بهذا الاسم؟
في واقع الأمر عام السنية يطابق أواخر سنة 1966 وبداية سنة 1967 الميلاديتين، والسنية هي الامضاء، فعلى ما أمضى الصحراويون في هاتين السنتين؟
بعد أن أدرجت الأمم المتحدة الصحراء الغربية على قائمة الأقاليم الخاضعة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتصفية الاستعمار سارعت الإدارة الاستعمارية الاسبانية لجمع توقيعات الصحراويين (موزعين حسب اعراش القبائل) على نص وثيقة موحدة أعدتها باسمهم موجهة للأمم المتحدة وقبل عرض نص الوثيقة التي سعت إسبانيا إلى تقديمها للأمم المتحدة باسم الصحراويين ينبغي الاشارة إلى جملة من الملاحظات حول نص الوثيقة من بينها:

  • يظهر من صياغة النص (مرفق دون تصحيح الاخطاء الاملائية أو التركيبية) أنه مترجم من اللغة الاسبانية الى اللهجة الحسانية ومن الحسانية إلى اللغة العربية.
  • سعت إسبانيا إلى جمع توقيعات كل الذكور دون الاناث (كما لم تمنح الإدارة الاستعمارية الاسبانية النساء حق التصويت في الانتخابات المحلية) بما في ذلك الاطفال القصر ربما لاظهار السكان بأعداد كبيرة.
    -قدمت إسبانيا وعود مغرية في هذه الوثيقة اظهرت ممارساتها على الأرض في السنوات اللاحقة عدم التزامها بأي منها، خاصة فيما يتعلق باستغلال الثروات الطبيعية وفي الاستجابة لرغبات الشعب الصحراوي في الاستقلال التام، مما يظهر أن هذه الوثيقة لم تكن سوى محاولة من الإدارة الاستعمارية الاسبانية للالتفاف على مطالب المجتمع الدولي التي كانت تحثها على الاسراع في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.

نص الوثيقة:

“إلى منظمة الأمم المتحدة
في …… (الصحراء) بتاريخ 15 أكتوبر 1966

اجتمعت جماعة……… قبيلة……… المكونة من رؤساء الأهالي الذين يعينون في الهوامش بصفتهم ممثلين بحسب العادات التقليدية للحقوق الاجتماعية للشعب الصحراوي وقالوا :

أن الحكومة الاسبانية استشارت الشعب الصحراوي بواسطة جماعاته حول القرار المأخوذ من طرف المجلس العام للمنظمة العليا في يناير من السنة الجارية تحاول أن تقرر اجتهادا اختيارا من الشعب الصحراوي بدون استشارة في أي شي مع مواطنيه كأنه سلعة يمكن فيها التصرف والتجارة.

وبناء على ما سبق

نتفقوا بأن العملة المتينة الواضحة هي توضيحها لارادة الشعب الصحراوي حول قضية سيادته أو ذالك هو التصديق في كل أجزائه وبنفس الحرية والثبات، للوثيقة التي وقع عليها شيوخ القبائل المختلفة للصحراء بتاريخ ٢٩ ذي القعدة عام ١٣٨٥ موافق 21 مارس ١٩٦٦ وهذا التصديق للجماعات ترجع الوثيقة المذكورة عبارة حقيقية بدون نزاع من ارادات الشعب الصحراوي .
و کل قرار يناقض ارادتنا الحرة يعتبر اعتداء ضد حريتنا ونرفضوه حتى بالقوة اذا أحتيج الى ذالك وفي نفس الوقت طلبنا وحصلنا من الدولة الاسبانية على الالتزامات الآتية.

اولا- متابعة معاونة الحكومة الاسبانية لتطور الشعب الصحراوي في كل مظاهر حياته الاجتماعية (التعليم، الصحة، الاشغال العمومية، الفلاحة، المعادن إلى آخره) وكذالك دفاع بلادنا ضد أي استرجاع أو هجوم أي هاجم.

تانيا- التزام اسبانيا بأن أي نوع من انواع الثروة -التي ستستخرج من الصحراء- سيرجع كلا للبلاد الصحراوية تحت تصرف المكونات التي يدخل فيها، رأسا وحقيقية، ممثلي الشعب الصحراوي.

ثالثا – إن امضاء هذا المحضر لن يمنع إمكانية وصول أهل الصحراء لاستقلالها التام في المستقبل، بمجرد طلب أهلها لذالك من اسبانيا، وهذا عند ما يكون فيهم مسيرون قادرون عليه ووسائل اقتصادية مطابقة لذالك. التزمت اسبانيا أن تبذل مجهوداتها في نشاط كلا الطريقتين”.
انتهى نص الوثيقة.

صورة الوثيقة من ارشيف الأخ سيدي أحمدزين