صحفي الماني يكتب عن لقائه بالشهيد أبا عالى ويصف حياة الراحل بالمسيرة الكفاحية من أجل الاستقلال

صحفي الماني يكتب عن لقائه بالشهيد أبا عالى ويصف حياة الراحل بالمسيرة الكفاحية من أجل الاستقلال

 أعد الكاتب والصحفي الألماني المتخصص في الشؤون السياسية الدولية السيد يورغ تيديان تقريرا لصحيفة "يونكا فيلت"حول العملية العسكرية الاخيرة لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي التي استشهد على إثرها عضو الامانة الوطنية للجبهة وقائد الناحية العسكرية السادسة أبا عالي حمودي الناجم وثلاثة من رفاقه في السلاح. ونقل الصحفي نعي الرئاسة الصحراوية للقائد الميداني وإعلانها الحداد لمدة ثلاثة أيام. مبرزا ان الهجمات التي يقوم بها المقاتلين الصحراويين بشكل يومي على طول الجدار العسكري المغربي وأقصاف المسيرات المغربية التي تلحقها تؤكد على شراسة الحرب المستعرة في الصحراء الغربية.

وأستذكر الصحفي الالماني المشهور، الذي سبق له ان شارك ضمن فريق من المراسلين الأجانب في تغطية جزء من العمل العسكري بقطاع المحبس خريف العام 2021 على لسان القائد الميداني أبا عالي حمودي الناجم غداة لقائه به على خطوط الجبهات الأمامية، موقف الراحل من مسار التسوية والهدنة العسكرية بين جبهة البوليساريو والحكومة المغربية قبل 13 نوفمبر 2020 . حيث أكد له الراحل ان: ” اتفاق وقف إطلاق النار يبقى صفحة مظلمة في سجل التاريخ الصحراوي. فقد كان من الخطأ الفادح الدخول في متاهة خطة السلام التي قدمتها الأمم المتحدة العام 1991. ففي النهاية لم يكن لدى الأمم المتحدة الضمانات اللازمة لتنفيذ خطتها تلك ولا الوسائل الكفيلة بإرغام الرباط على القبول بتنفيذها “.
كما أبرز السيد تيديان ان الشهيد أبا عالي كان متفائلا وواثقا من القدرات العسكرية لجبهة البوليساريو في مواجهة الجيش المغربي. موردا على لسانه: ” بعد إسقاط عدد من الطائرات الحربية التي قدمتها فرنسا مساعدة لموريتانيا والمغرب في الماضي، سيتم أيضًا إيجاد طرق لصد الطائرات المغربية المسيرة وردعها “.
وأورد الكاتب جزء من المسيرة النضالية للشهيد قائلا: “انضم أبا عالي حمودي الناجم إلى صفوف جبهة البوليساريو في العام 1975 في سن التاسعة عشرة. وكان عام انضمامه بداية لحرب الصحراء الغربية والغزو المغربي والموريتاني للمستعمرة الإسبانية السابقة. حيث حارب أبا عالي كل من القوات المغربية والموريتانية والطيران الفرنسي الذي تدخل في الصراع عام 1977. ونتيجة للتدخل الجوي الفرنسي ذلك أصيب الراحل بجروح بالغة في جسده”.
و قد وري القائد أبا عالي حمودي ورفاقه الثرى يوم السبت الفارط بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالتزامن مع زيارة وفد حكومي أمريكي للمنطقة يقوده جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية المكلف بشمال افريقيا. حيث تم استقبال الوفد الرسمي الامريكي من قبل الرئيس الصحراوي. حيث أكدت جبهة البوليساريو لضيفها الامريكي على أن الدعم الحقيقي والعملي لجهود المبعوث الشخصي يستلزم وجوبا خلق الظروف اللازمة لتمكين بعثة المينورسو من تطبيق مأموريتها التي كلفها بها مجلس الأمن طبقا لخطة التسوية الأممية الأفريقية. بما يعني التمسك بتنظيم استفتاء لتقرير المصير. غير ان المغرب يسعى جاهدا للحيلولة دون تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية” يضيف الصحفي الالماني.
كما تطرق الكاتب يورغ تيديان في ذات المقال الى تزامن المواجهة العسكرية الأخيرة بين الجيش الصحراوي والقوات المغربية الغازية مع زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية السيد ستيفان ديمستورا التي ظلت طي الكتمان حتى آخر لحظة. حيث وصل الى مدينة العيون المحتلة صباح الاثنين للقاء نشطاء حقوق الإنسان هناك. وهي الخطوة التي وصفها الصحفي بالجديدة بعد منع المغرب تلك الزيارة مرات عدة كان آخرها شهر يوليو الفارط.