سعيد و أحمد

سعيد و أحمد

كان سعيد يصبر خمس ايام باش يجبر الماء، وهو يحاني، اياك يجبر حصتو من الماء.

كانت ظروف وعرة، غير مگط اشكة. كان عارف عن هذا هو ثمن حريته وكرامته، وأنه لا بد أن يصبر حتى يتحقق حلمه بالعودة إلى وطنه.

كان جارو، احمد يتابع برنامجه المفضل الذي تقدمه إذاعة امريكلي “بوجدور في اسبوع” على الرديو الذي أهداه له أحد المسؤولين.

وكان يكتب مقالات تمجد قيادتها وتنتقد خصومها. كان يحصل على مكافآت وامتيازات عديدة مقابل خدماته،. كان حاس بالفخر وگايل عن ذا لا شي من وجباتو وذاك الجابر لا شيء من حقوقه.

و في أحد الأيام، يكتب سعيد مقالاً نارياً، ينتقد فيه سياسة السلطات وفسادها، ويطالب بالشفافية والمساءلة. ذاك مقاله اجبر تفاعل كبير من القراء، الي حسوا عنو يمثل معاناتهم.

و في نفس الوقت أثار غضب واستنكار كبير من قبل المسؤولين، الذين اعتبروه خائناً وعميلاً. في اليوم التالي، تفاجأ سعيد بأن كوبة الماء تخطاتو سوال السائق عن السبب، فأجابه ببرود: “أنت ماتسوى الماء، أنت خائن. أنت تنقد القيادة الي تحميك وترعاك. أنت تعاون العدو على تمزيق وحدتنا وقوتنا. أنت تستحق العطش والموت”.

ومشى وخلا سعيد في حالة من الذهول والحزن واليأس. في نفس الوقت، تفاجأ احمد عن كوبة الماء وقفت عندو، وأعطتو حصة إضافية من الماء. شكر السائق بحرارة، فأجابه بابتسامة: “أنت تستحق الماء، أنت مخلص لسلطة وللشعب. أنت تمجد القيادة الي تحميك وترعاك. أنت تساعد القيادة على تعزيز وحدتنا وقوتنا. أنت تستحق الراحة والحياة”.

ومشى السائق مكرماً، وخلا احمد في حالة من الدهشة والفرح والامتنان. وذنبت، استمرت حياة سعيد واحمد في التباين والتناقض، في ظل نظام يمارس التمييز على أساس الرأي والانتماء.

وبگى سعيد يحلم بيوم ينال فيه حقو في الماء والحرية والعدالة، وكان احمد يحلم بيوم يحافظ فيه على مكانته وامتيازاته ونفوذه. وكان الماء يرمز للحياة والموت، للمكافأة والعقاب، للصداقة والعداوة، للوفاء والخيانة. وكانت القصة ترمز للواقع والخيال، للحقيقة والكذب، للضحك والبكاء،.

بقلم :محمد سالم ابه