جرائم السطو: ناقوس الخطر الذي يجب أن يدق…….
الأوضاع الأمنية باتت كالكابوس الذي يقض مضاجع المواطنين. جرائم السطو تتكاثر كالفطر السام، وتفاجئنا بجرأتها، وكأن المجرمين يتجولون بيننا بحرية مطلقة. الأسوأ من ذلك، أن السلطات تبدو كمن فقد بوصلته، عاجزة عن مواكبة الأحداث ولا تقدم سوى حلولاً سطحية لا تغني ولا تسمن من جوع.
من الواضح أن هناك شرخًا عميقًا بين مختلف الأجهزة الأمنية، فلا تنسيق ولا تواصل فعال. وكأن كل جهاز يعمل بمعزل عن الآخر، بينما يصرخ المواطنون طالبين النجدة. السؤال الكبير: أين هي القيادة الأمنية القادرة على توحيد الصفوف وتوجيه الجهود نحو هدف واحد؟ أم أننا نعيش في زمن تنتشر فيه السلطة وتغيب المساءلة؟
المشكلة ليست مجرد نقص في الموارد أو التدريب، بل هي أعمق من ذلك بكثير. المشكلة تكمن في غياب الشفافية والمساءلة، وفي عجز المنظومة الأمنية عن التطوير الذاتي. الأجهزة الأمنية بحاجة إلى إعادة هيكلة جذرية، وبرامج تدريبية متقدمة، وتكنولوجيات حديثة تواكب العصر.
بلا شك، نحن بحاجة إلى وضع استراتيجيات شاملة لمكافحة الجريمة، ترتكز على تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وتفعيل دور المجتمع في مكافحة الجرائم. يجب أن نعزز الشفافية والمساءلة لضمان أن تعمل الأجهزة الأمنية بكفاءة وفعالية.
بقلم : محمدسالم ابه