بين المطرقة والسندان…..
في الوقت الذي تعيش فيه المنظمات الدولية تحديات في الشفافية والنزاهة، تبرز أسئلة حول أدوار بعض الموظفين في تلك الهيئات ومدى التزامهم بأخلاقيات العمل. أحد هذه الحالات هي مجيدي محمد مزين، الذي يُعتقد أنه يشغل منصبًا حساسًا في منظمة “تشيسب” براتب مرتفع يصل إلى 2300 دولار، وهو مكلف بالمراقبة والتفتيش.
لفترة طويلة، كان يُعتقد أن مجيدي يحمل الجنسية الصحراوية فقط ، وهو أمر أعطى انطباعًا أنه جزء من النضال والقضية الصحراوية. لكن الكشف عن كونه يحمل الجنسية الإسبانية أثار الشكوك حول ولائه وأهدافه الحقيقية، خاصة في ظل الصراعات القائمة داخل المنظمة.
أحد أبرز الانتقادات التي وُجّهت إلى مجيدي هي غيابه التام عن الدفاع عن محمد حمودي، وهو شخصية يُفترض أنها تعرضت للظلم داخل نفس المنظمة. كيف يمكن لشخص في موقع المسؤولية، وصحراوي الهوية كما كان يُعتقد، أن يقف موقف المتفرج؟ وهو أكيد يعرف حيثيات المشكل والظلم الذي عايشه محمد احمودي.
لا يمكن إغفال احتمال أن يكون 2300 دولار شهريًا، وهو راتب مرتفع مقارنة بموظفين آخرين، أداة لإسكاته وجعله جزءًا من منظومة أكبر تعمل على تقويض الجهود الصادقة في المنظمة. إذا كان هذا صحيحًا، فإننا أمام حالة تواطؤ مباشر، وليست مجرد غفلة أو خطأ في التقدير.
القضية هنا لا تتعلق فقط بشخص مجيدي، بل بالنظام الذي يسمح بوجود مثل هذه الأدوار الملتبسة في المنظمات التي من المفترض أن تكون مكرّسة للعدالة والنزاهة. تظل الإجابة على هذه الأسئلة مرهونة بتطور الأحداث وظهور أدلة جديدة تكشف الحقيقة.