بعد فضيحة “السراح”.. هل العيب في المسؤول أم فينا نحن؟
هل العيب في المسؤول ؟؟ طبعا لا , ليس هو من يرعى الاغنام, و ليس هو من يدفع 180 مليون مقابل شراء تاشيرة سفر , نحن الجماهير التي تساهم في اخراج المسرحية على احسن ما يكون ارتداء أفضل الملابس “الدراريع” , الابداع في التمثيل, لكن من المستفيد؟
بعد كل فشل في سوء التسيير والإدارة, اول مايتم التفكير فيه هو الاستقالة أو على الاقل الاعتذار, لكن في بلد العجائب يتم تفعيل مجموعات الواتساب و تتصدر صفحات شبكات التواصل الاجتماعي بيانات للبحث عن كبش فداء بدل محاسبة المسؤول.
اذا كان الموضوع له علاقة بالحالة الامنية في المخيمات , يتم اتهام المواطن على أنه هو المسؤول عن تدهور الأوضاع الأمنية, و أن الامن مسوولية الجميعّّ!!.
اذا كان الموضوع له علاقة بالصحة أو التعليم فأن المواطن هو الذي يقوم بنشر الدعاية الكاذبة و أن المعلم و الطبيب هم سبب فشل المنظومة.
اذا كان الموضوع له علاقة بالمياه و البيئة, فان المواطن هو المسؤول عن نظافة الولاية و ترشيد المياه.
اذا كان الموضوع له علاقة بسرقة المال العام , فهو خط احمر لانه يمس من الوحدة الوطنية و يعرقل مسار التسوية و هو خيانة لدم الشهداء!!
ويتم قذف و سب كل من يتحدث عن الموضوع و يتم التقليل من شأنه و حتى تخوينه, لذالك سرعان ما ينجو المسؤول من كل هذه العثرات العابرة , ويعود الى ترتيب صفوف الجماهير و التحضير لمسرحية جديدة , العيب فينا نحن عن”الجماهير” نتحدث التي قال عنها معمر القذافي في قصة الهروب إلى جهنم ” إن طغيان الفرد أهون أنواع الطغيان، فهو فرد في كل حال.. تزيله الجماعة، ويزيله حتى فرد تافه بوسيلة ما.. أما طغيان الجموع، فهو أشد صنوف الطغيان، فمن يقف أمام التيار الجارف!؟.. والقوة الشاملة العمياء!؟. إني أحب الجموع كما أحب أبى، وأخشاها كما أخشاه، من يستطيع في مجتمع بدوي بلا حكومة أن يمنع انتقام أب من أحد أبنائه؟.. نعم كم يحبونه..!! وكم يخشونه في ذات الوقت..!! هكذا أحب الجموع وأخشاها كما أحب أبى وأخشاه. “
بقلم : سيداتي سيد المهدي.