بالأدلة.. النظام المغربي يساند الصهاينة في حربهم ضد غزة
منذ انطلاق “طوفان الأقصى” المبارك، في السابع من الشهر الجاري، ازداد الوجه المخزني المتصهين القبيح تكشّفا، ومعه سقطت جميع الأقنعة المتبقية التي ظل يحاول التمويه بها أمام شعبه، حيث ظهر وبالدليل القاطع، أنه كلما ازداد القصف على إسرائيل، من طرف المقاومة الفلسطينية، وكلما سجلت تلك المقاومة انتصارات تاريخية على العدو، كلما ازداد العويل في الرباط، إلى جانب باقي عواصم التطبيع العربية التي يسيطر عليها الصهاينة العرب.
كان واضحا، منذ البداية حالة الصدمة والحزن الكبيرين، لدى الأوساط المخزنية، عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مع توالي الأنباء عن العبور الكبير لحركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية في الداخل الصهيوني، وما رافق ذلك من أنباء عن تمكن المقاومة من قتل وأسر أعداد كبيرة من الجنود والمستوطنين الصهاينة، خاصة وأن ذلك جاء بعد حملة واسعة من الترويج الكبير لقوة إسرائيل داخل المغرب، وأن تحالف المخزن مع “إسرائيل القوية” غير القابلة للهزيمة، من شأنه أن يقوي المخزن ويعطيه أفضلية على الجزائر ويحسم الصراع في الصحراء الغربية لصالحه.
وبالتوازي مع الموقف الرسمي المخزني، الذي عبرت عنه وزارة الخارجية المغربية التي تعد مركز الصهيونية في المغرب، والتي ساوت فيه بداية بين الضحية والجلاد، والتي سارعت إلى الدعوة لاجتماع الجامعة العربية لإنقاذ “إسرائيل” من الهزيمة، واصلت الأبواق المخزنية طوال الأيام الماضية، من عمر المعركة بين المقاومة والاحتلال، في التأكيد على حقيقة معاكسة تماما لما ظل يردده الجزائريون بخصوص هذه القضية المقدسة للأمة، ومفادها أن المخازنية “مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة”، وقد تصدر المشهد إعلاميون ومؤثرون وأصحاب رأي وحتى مشايخ دين مزيفون، اتفقوا جميعا على فكرة استحالة هزيمة “إسرائيل”، والترويج للخطاب الرسمي الصهيوني المرتكز على التهديد بعمليات الدمار ضد المدنيين في غزة، قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو أسوأ بكثير من خلال ما يلي:
الجيش المخزني يساند جيش الصهاينة
واتجه المراقبون بعد الموقف السياسي المخزني المعروف المؤيد بلا لبس للصهاينة، إلى موقف الجيش المغربي من هذا الصراع، لتبدأ الأنباء تتوالي من داخل فلسطين في أثناء العملية، عن وجود أسرى من الجيش المغربي بين أسرى المقاومة، وقد أكدت تلك الأنباء بعض المصادر بينها الصحافية السورية علا شفيع.
ولم تلبث الأنباء غير الرسمية، أن تحدثت عن وضع قوات من المظليين في الجيش المغربي في حالة تأهب قصوى تمهيدا لنقلهم إلى غزة للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي، تنفيذا لاتفاقية الدفاع المشترك التي سبق للطرفين أن وقعا عليها.
وقد ظلت مثل تلك الأنباء، ضمن دائرة التسريبات غير الرسمية، إلى أن خرج علينا موقع “فار ماروك” المقرب من الجيش الملكي المغربي، بوضعه لهاشتاغ “السيوف الحديدية”، التي هي عنوان الحملة العسكرية الصهيونية ضد قطاع غزة المحاصر، في مقابل امتناعه عن وضع هاشتاغ “طوفان الأقصى” أو ما يثبت دعمه للشعب الفلسطيني، وهو ما يؤكد كل التسريبات السابقة، وأن جيش الاحتلال المغربي للصحراء، يؤيد بالتأكيد جيش الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وأن احتلالا يؤيد احتلالا مثله، هو الشيء الطبيعي في مثل هذه الحالات.
وليس أمام الجيش المغربي، أي خيار في هذا التوجه، بعد اتفاقيات الدفاع المشترك بين الجيشين عقب عملية التطبيع الواسع بين تل أبيب والرباط، وما يؤكد ما نقوله، أن العلاقات المتشابكة بين الجيشين المغربي والإسرائيلي، تجاوزت قضايا التحالف العادية، والمناورات المشتركة في المغرب، بل تعدته إلى مناورات مشتركة في غلاف غزة في فيفري الماضي، في كيفية مواجهة المقاومة الفلسطينية، حيث شرع من وقتها في إرسال الجنود خفية، تحت يافطة أخرى هي إرسال العمال والممرضات المغاربة إلى الكيان.
سفير الصهاينة يهدد من قلب الرباط
وأمام الحرج الكبير الذي وقع فيه المخزن المتصهين، حيال موقفه السياسي الملتبس مما يجري، خشية من ردة الشعب المغربي، وجد نفسه مضطرا بأوامر من أسياده في تل أبيب، للسماح للسفير الصهيوني في الرباط، ديفيد غوفرين، المعروف باغتصابه لنساء المغرب، بأن يتحدث بدلا عنه، حيث أصدر هذا السفير الذي يتولى منصب رئيس مكتب الاتصال الصهيوني بالمغرب، وهو الحاكم الفعلي للمغرب، بيانا من قلب الرباط يوم 9 أكتوبر بعد يومين فقط من بداية طوفان الأقصى، وصف فيه حماس بأنها “حركة إرهابية”، بل وأكد فيه بكل سفالة أن إسرائيل ستقوم بالقضاء على حماس وقتل المدنيين في غزة انتقاما لما قامت به المقاومة.
ولم يكتف سفير الكيان بالرباط، بتهديد المقاومة الفلسطينية وسكان غزة بالإبادة من داخل الرباط، بل تعداه إلى تهديد محور المقاومة كله في إيران ولبنان وسوريا، في حال تدخلها في الصراع لمنع “إسرائيل” من تدمير قطاع غزة، وهو ما يذكر بالتهديد الصهيوني الذي كان في السابق ضد الجزائر من الرباط نفسها.
لقد قبل المخزن المتصهين، أن تتحول أرضه إلى منصة لتهديد المقاومة والدول الداعمة له، كما سمح بالأمس أن يتحول المغرب إلى منصة لتهديد الجارة الجزائر، وهو انخراط كامل في محور الخيانة إلى درجة لا يمكن تصورها، ولعل ما قاله السفير غوفرين هو نفسه ما يريد الملك محمد السادس قوله، إلا أن اعتبارات كثيرة جعلته يترك المهمة لهذا السفير، بينها الحفاظ على الصورة أمام الشعب المغربي، وإمارة المؤمنين التي تمنعه من التحول إلى حاخام كامل، ورئاسة لجنة القدس التي ستجعل منه أضحوكة الأمة الإسلامية بعد أن كشف عن توجهاته الحقيقية التي عبر عنها سفير الصهاينة في الرباط خير تعبير.
المخزن: “كلنا إسرائيليون”
غير أن ما لم يقله السفير الصهيوني في الرباط، تولى قوله أحد الأبواق المخزنية المقربة جدا من المخابرات الخارجية والداخلية المغربية، لدرجة أنه تجاوز بفعلته تلك كل الخطوط الحمر التي لم يقع فيها حتى بعض الصهاينة العرب آخرين من إماراتيين وبحرينيين وغيرهم.
هذه المهمة القذرة، تولاها الإعلامي المغربي المعروف بولاءاته للمخزن، أحمد الشرعي، عندما أطلق عبارته الحقيرة “كلنا إسرائيليون”، والذي وصف مقاومة حماس بـ”الإرهابية”.
وذهب هذا المخزني المعتوه، والذي يقال أنه مالك مجموعة غلوبال ميديا، إلى حد وصف ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي المتعاطفة مع المقاومة الفلسطينية بأنها مجرد أفعال “تلوث” وسائل التواصل الاجتماعي، وأن أي حديث عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مجرد “ثرثرة”، جاعلا من المدنيين (من المستوطنين) الصهاينة، معيار الإنسانية الوحيد، بعيدا عن أي تعاطف تجاه المدنيين الفلسطينيين.
وبوجه يكشف التوجه المخزني الحقيقي، قام هذا أحمد الشرعي، بتحريض أمريكا لضرب حماس، وتشبيهها بالقاعدة التي قتلت الأمريكان، وهو الأمر الذي استفز الكثير من المغاربة الأحرار، لدرجة أن الأمير هشام المعارض للقصر، خرج وحده بين الأسرة العلوية المتصهينة جميعا، ليرد على مثل هذه الخيانات غير المسبوقة.
الصهاينة العرب.. والماك الصهيو مخزني
المثير، أن المخزن الذي تسيد الصهاينة العرب في إعلان العمالة الكاملة للكيان في مثل هذه الظروف الخطيرة، لم يستطع أن يغطي تماما على خيانات الصهاينة العرب الآخرين، الذين أبدعوا بدورهم في صنوف العمالة، ليسقط بالتالي “طوفان الأقصى”، آخر أوراق التوت من على سواءات تلك الأنظمة المطبعة العميلة.
وتصدر الموقف الإماراتي والبحريني قائمة المواقف المخزنية، التي أدانت هجمات حماس على إسرائيل، ووصفتها بأنها تطور خطير، بينما كان لافتا موقف بعض المؤثرين والإعلاميين العرب من الإمارات والسعودية والبحرين، الذين شنوا هجومات عنيفة على حماس وأعربوا علانية عن دعمهم لإسرائيل، في مواجهة ما يسمونه “الإرهاب الفلسطيني”.
بقلم: حسان زهار