امور لا تليق بمقام الشهادة
مع كل موعد يرتقي فيه شهيد من شهداء معركة رفع الظلم ودفع الصائل و تحرير الوطن تطفو على سطح هذا الفضاء، وفي المجالس “الطبلة”، وبين الرفقة في السفر “بصاجه”؛ امور لا تليق بمقام الشهادة والفداء وقد لا تليق بما للموت من هيبة وجلال ووقع على النفوس وقد لايحترم قائلها او كاتبها مشاعر هذا الشعب برمته.
الشهادة اصطفاء رباني واختيار الهي كما قال عز وجل :(ويتخذ منكم شهداء) ، وذا لعمري شرف مابعده شرف ومَرتَقًى صعبا ومنزلة سامِقةً لا تنال إلا بنية واخلاص لله عز وجل؛ وتيكَ معان يعيها ويعتقدها المرابطين الم.جاه.دين من منتسبي جيش التحرير الشعبي الصحراوي والذين يتسابقون لنيل تلك المنزلة تاركين لُعاعة الدنيا وبريقها للمتنافسين الذين رضوا بان يكونو مع الخوالف -و هذا أحدهم-.
المقاتل الصحراوي وهو يركب شاحنة الماجيريس او هو يمتطي ظهر لاندكروزر المكشوفة صوب احدى جبهات التماس مع العدو، ويلبس لأْمَةَ الحرب ويَنْتَطِقُ لها فقد عزم امره مقبلا غير مدبر طالبا الشهادة راجيا لها ساعيا في نيلها؛ ولسان حاله يلهج بقول الله تعالى :(وعجلْت إليك رب لترضى ) وعلينا نحن الباقين خلفه:
- التحلي بالصبر والإحتساب لله تعالى والتفريق بين معنيي الحرب والنُّزهة؛ وان لهذه الحرب -ولكل حرب- ضريبة علينا جميعا الإستعداد لتأديتها فالمطلب أعظم وأنبل، وعزاؤنا أن المعركة التي يخوضها الشعب الصحراوي هي معركة حق طُوبى لمن قضى فيها شهيدا فقد اختاره الله تعالى وأنْعِمْ به من اصطفاء.
- اظهار الإحتفاء للأعداء حتى لايفرحو بصنيعهم مرتين؛ فيقتلون منا ويجهزون على معنوياتنا في آن واحد، فالمعركة مع العدو على جبهات أهمها الجانب المعنوي والعدو يرصد له الكثير والكثير ورهانه على الحرب النفسية بالدرجة الأولى؛ نعم يرتقي منا الشهيد تلو الشهيد وذا لعمري مبعث فخر فقتلانا في الجنة بإذن الله فهم جُنْدُ حق وقتلاهم جُنْدُ راتبٍ أعوان ظَالِمٍ؛ فاظهار الفخر والإحتفاء يُنَكِّدُ على العدو ويربك حساباته ويحبط مخططاته ويكدر عليه نشوة الشعور بالانتصار بل يستنتج دهاقِنته هناك أنهم امام شعب مستعد للعطاء لا ترهبه آلة القتل ولا تستطيع البروباغندا التسلل إلى نفسيته ومعنوياته بلهُ مستمر على ذات النهج حتى آخر قطرة من دمه كما عاهد بذلك الشهيد القائد المثال أمام العالمين.
-علينا الثبات الثبات؛ وعدم ندب الحظ ولطم الخدود وتدافع المسؤولية بيننا قيادة وشعبا، فهنا نجعل للعدو ثغرة يتسلل منها فيصور لنا وكأن الموت هنا حادث عرضي يسلتزم التحقيق وإلصاق المسؤولية بأحد ما، فهذه حرب والموت فيها امر طبيعي والشعب الصحراوي يوم نادى بها ودعى اليها وانخرط المخلصون منه فيها يدركون ما لها من آثار ولم يفكر المقاتل الصحراوي على خط التماس في هذا ابدا بل يمارس حياته بكل اعتيادية ودون رهبة او وجل وليس منا -نحن الخوالف- من لم يسمع قول الشهداء الأحياء :”المغرب مايكتل يكتل الا مولانا”.
نعم قد تكون هناك جوانب امنية وجب على المختصين ذوي الشأن تتبعها وسد ثغرتها؛ رغم ان التسريب للمعلومة على خطورته بات امرا طبيعيا؛ فاعلى هيئة يتيح أحد اعضائها فحوى إجتماعَاتها للعموم في مقال تتبادله الصفحات الفيسبوكية نكاية وإيلاما دون ادنى اعتبار لمبدإ السرية والتحفظ.
- علينا وهو الأهم أن لا نعد خسائرنا وحربنا التحريرية لم تنته بعد؛ ومن الخطإ والخطر معا وانت في أثناء المعركة ان تحصي خسائرك؟!! من يفعل هذا فقد هزم لا محالة؛ فمعادلة معركة الحق الانتصار فيها بالإيمان بالحق والثبات عليه والإستماتة والصمود حتى تحقيق الهدف المنشود، خلافا لصف أهل الباطل فمعادلة الإنتصار والهزيمة عندهم مبنية على الأدوات المادية والخسائر البشرية، فلو كنا نحصي الخسائر لما قامت لنا قائمة بعد فَقْدِ بصيري واستشهاد الولي…، وليس بعيدا عنا الحرب التحريرية في الجزائر فتكلفة المليون شهيد لو تم احصاؤها لما حققت جبهة التحرير ماحققته.
-أخيرا؛ وجب التنبيه إلى امرين :
- أن أفضل وأعلى واكرم رتبة عسكرية في ادبيات جيش التحرير الشعبي الصحراوي هي رتبة الشهيد اما غيرها فرتبٌ صورية إجرائية فقط خلافا للجيوش الكلاسيكية.
- ان المقاتل يوم انتسب الى صفوف جيش التحرير الشعبي؛ انتسب باسم الشعب الصحراوي ولأجله، ويوم ارتقى شهيدا في ساح الشرف والوغى ارتقى باسم هذا الشعب ولأجله، فليس من أولئك الأطهار -الشهداء والشهداء الأحياء حماة الديار والاعراض الذَّابُّون عن الكرامة والحِمى- من انخرط وقاتل باسم عائلة او قبيلة كلا وألف كلا، وحاشَ.
تقبلهم الله عنده في الشهداء وجزاهم الله عنا خير الجزاء فاللهم ثبتنا على نهجهم ولا تفتنا بعدهم. ولنعلم جميعا أن أفضل معروف يسدى للشهيد هو حمل بندقيته وإكمال مسيرته.
بقلم: احمدناه حمادي