الى من يهمه الأمر …. محمد احمودي
اضع بين أيديكم، أنا الموقع أسفله محمد احمودي محمد سالم بوزيد قضيتي التي تعبر عن واقع يمر به كثير من الصحراويين العاملين مع المنظمات الإنسانية المتواجدة في مخيمات العزة والكرامة.
ان غرضي من نشر هذه الرسالة هو أن أضع المتابعين لهذه القضية في صورة الواقع الذي مررت به خلال تجربتي المهنية مع منظمة تشيسب. ولأبين الأسباب الحقيقية التي أجبر علي للجوء إلى القضاء الجزائري الأمر الذي أحدث حالة من التعاطف والتعاطي..
الفترة الأولى….
انضممت إلى العمل مع منظمة اللجنة الدولية لتنمية الشعوب والمعروفة اختصارا بتشيسب شهر جويلية 2022 كمساعد لوجستيك لمشروع بناء الثقة لدى الشباب الصحراوي”.خلال سنة ونصف كنت أعمل تحت الاشراف المباشر لمنسق الإدارة والمالية حيث كانت ظروف العمل في هذه الفترة يطبعها الاحترام والمرونة والتفاهم المتبادل بيني وبينه.
بعد عملية إعادة الهيكلة أو الإصلاح….
مع نهاية سنة 2023 قامت المنظمة بإعادة هيكلة شاملة لمكتبها بالجزائر والمخيمات بعد إعادة الهيكلة انضممت إلى وحدة المشتريات واللوجستيك التي تم استحداثها كمساعد لوجستيك تحت الاشراف المباشر لمنسق الوحدة مكلف بمتابعة وتنفيذ المشتريات الخاصة بمشاريع المنظمة.
في ظل عملية اعادة الهيكلة، اضطلعت بالمهام الموكلة إلى بكل احترافية واندفاع اذ أن الجو العام داخل المنظمة كان إيجابيا وكان الجميع يسعى الى المساهمة في التحسين من الأداء العام للمنظمة.
خلال الأشهر الثلاث الأولى سارت الأمور على أحسن ما يرام باستثناء بعض التصرفات التي كانت تبدر من مسؤولي المباشر منسق الوحدة والتي كان طابعها في أغلب الأحيان العجرفة واستخدام السلطة لفرض وجهة نظره في الأمور المتعلقة بالمهام الموكلة الي. لم يكن تدخله في حد ذاته يشكل عائقا امام تأديتي لمهامي، ولكن إصراره على تكرار هذه التصرفات هو ما كان يزعجني وقد أوضحت له ذلك في مناسبات عديدة لعله يغير من طريقة معاملته لي ولكن دون جدوى. في محاولة أولى لتصحيح الأوضاع وفتح صفحة جديدة طلبت عقد اجتماع مع المدير العام للمنظمة في المخيمات ومنسق الوحدة لتوضيح موقفي وأني لا أقبل أن تتم معاملتي بهذه الطريقة فبعض زملائي في الوحدة يتعرضون لأصناف من الاهانات الصريحة يوميا مجبرين على السكوت خوفا من الطرد.
خلال هذا الاجتماع تم ارجاع أسباب “سوء التفاهم” الحاصل بيني وبين منسق الوحدة الى “أنتي حساس” و ” عنيد”. بالرغم من عدم موافقتي لهذه التوصيفات التي لا تعكس سوى أنها كانت ناتجة عن حكم مسبق ونية مبيتة تحاملت على نفسي وواصلت العمل إلى أن المسؤول المباشر استمر بمعاملتي بنفس الأسلوب. كخطوة عقابية لعدم انصياعي لهوى ورغبات رئيس الوحدة ورفضي لتكبره وعجرفته لم يتم صرف راتبي كما كان مقررا حسب ميزانية المشروع طلبت تفسيرا لهذا القرار الذي تبين أنه لم يكن على أساس قانون او اجراء محدد وواضح كان جواب المدير أنه تم اتخاذ هذا القرار لأن مديرك لم يضمنك”، أي أنني والحال هذه أصبحت أعامل بمعيار هوى مسؤولي المباشر ان كان راضيا صرف الراتب كما هو والا فالخصم هو العصى التي يضرب بها كل رافض للذل. ولقد تواصلت مع منسقي الوحدات الأخرى لأسألهم هل قاموا بالشيء نفسه مع الموظفين العاملين تحت اشرافهم الا ان اجاباتهم كانت بنفي وجود معيار لضمان المدير” كمحدد لدفع الرواتب.
ساهم هذا القرار في تفاقم الوضعية وأصبحت بيئة العمل أكثر توترا وحدة وكان تأكيدا على انحياز المدير الى منسق الوحدة على حسابي خلال هذه الفترة كان من المقرر أن يتم اجراء تقييم المردودية إعادة الهيكلة خلال الثلاثي الأول من السنة على العمل داخل المنظمة في إطار التحضير لهذا التقييم تلقيت اتصالا من منسق الوحدة مفاده أن ” كل شيء سيتغير يوم الأحد” مصرحا وبطريقة مستفزة بنتيجة التقييم قبل اتمامه
أبلغت الإدارة برفضي لهذا القرار قرار الخصم الظالم والمتحيز والذي لم يشمل أحد سواي قامت الإدارة بتدارك هذا الخطأ. حيث تم تحويل مبلغ لتعويض النقص الناتج عن قرار الخصم من الراتب لم يكن هذا الاستدراك كافيا اذ ان قرار خصم الراتب كان تمييزا وكنت والوحيد الذي طاله هذا القرار.
تحدث … تطرد
في محاولة ثانية لتصحيح الأوضاع لجات لرئيس الهلال الأحمر الصحراوي لاطلاعه على الممارسات التي اتعرض لها من قبل مسؤولي المباشر ولأخذ رأيه في سبل حل هذه المشكلة القائمة منذ بداية السنة. كان رئيس الهلال واضحا وصريحا ان على أن أصبر وان هذه الأمور يمكن تجاوزها مع الوقت.
بعد زيارتي لرئيس الهلال هدأت الأمور قليلا وبدأ جو العمل يتحسن وظننت أن منسق الوحدة سيغير من طريقة معاملته وهذا اهم شيء بالنسبة لي وانه سوف يتم التراجع عن القرار المتخذ في حقي.
شهدت جلسة التقييم الدورية والتي كانت لتقييم أداء الموظفين خلال السداسي الأول من السنة، استعراضا للقوة من قبل المدير ومنسق الوحدة وتعاونا على توجيه كلام مثبط للعزيمة ووصفا العمل الذي كنت أقوم به أنه ” ليس إضافة لوحدة المشتريات”.هذا بالرغم من أنه لم يبلغ أي من الزملاء الآخرين عن تقصير من جابني في تأدية المهام الموكلة الي…
كنتيجة لجلسة التقييم والتي كانت سلبية في تقديرهم، تم اعفاني من جميع المهام التي أوكلت إلى ما عدا المهام المرتبطة بنشاطات مشروع بناء الثقة لدى الشباب الصحراوي”.
ان الذي يطلع على وثيقة التقييم سوف يدرك وبشكل لا يدع مجالا للشك أن الذي كتبها كان متحيزا وانطلق من أحكام مسبقة حيث أنها كانت عبارة عن سيل من الاهانات والتقليل من شأن العمل والمجهود الذي كنت أقوم بها، هذا مع صعوبة قراءتها لكثرة الأخطاء الإملائية فيها.
تغليبا للمصلحة العامة وبكل روح رياضية قبلت هذا القرار قرار اعفاني من المهام التي كانت موكلة الي وان كنت أجد انه قرار مجحف في حقي، وواصلت العمل بكل احترافية ومهنية عالية مع تقديم بعض المطالب من قبيل البت بشكل نهائي في مسألة راتبي، وتقديم أهم مجالات النقص أو الضعف التي تم التوصل بها أثناء عملية التقييم من أجل العمل على تعزيزها كما أني طالبت بوثيقة المهام الموكلة الي في ضوء القرار المتخذ.
لم أتوصل من المطالب التي قدمتها سوى بوثيقة التقييم أنفة الذكر والتي كانت كارثية من حيث الشكل والمحتوى. فمن حيث المحتوى كانت سلبية الى ابعد درجة ولا يمكن ان تكون تقييما لموظف مبتدئ ناهيك عن ان تكون تقييما لمن يملك خبرة عامين ونصف وللأمانة فأنا لا أبريء نفسي من الخطأ أو التقصير ولكنه ان حدث أعني الخطأ أو التقصير فانه يكون في حدود المعقول والمقبول ويمكن تداركه في أغلب الحالات. كما أنها احتوت وبشكل يخالف المهنية والاحترافية على الفاظ كانت جارحة لشخصي، وهي مثال عن الممارسات التي كنت اتعرض لها من قبل مسؤولي المباشر، من قبيل “أنت شخص غير محترم كما أن لجوئي لرئيس الهلال كان تهمة ” لي بالاستعانة بطرف ثالث من اجل تغيير نتيجة التقييم. سيتبين في الأسطر القادمة أن لجوئي الى رئيس الهلال كان أحد الأسباب التي تم على إثرها طردي من المنظمة.
القانون… الحاضر المغيب
تماديا وإمعانا في التعسف من قبل منسق الوحدة، أبلغت من طرف الإدارة أنه تم خصم راتبي مجددا ابتداء من شهر أوت. هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اتخاذ قرار بحقى دونا عن غيري ودون ابلاغي بذلك وعندما تواصلت مع مسؤولي المباشر أبلغني أنه كان قرارا ثنائيا اتخذه هو بالتنسيق مع المدير. هكذا بكل بساطة وببرودة أعصاب “هذا قرار اتخذته أنا وفلان ويمكنك الاتصال به إذا أردت”.
تواصلت عبر الهاتف وعبر البريد الالكتروني مع جميع المسؤولين من أجل الحصول على تبريرات مقنعة لهذه القرارات ولكن جميع الإجابات كانت بين رافض عاجز أو متفرج متواطئ
كانت مركزية المنظمة هي آخر حصن يمكن اللجوء اليه لوضع حد لحالة التعسف التي طال أمدها لم الجا إلى المركزية من قبل ظنا مني أنه يمكن حل هذه القضية على مستوى المكتب بالمخيمات أولا، وثانيا لأن اطلاع المركزية بالأوضاع الداخلية للمكتب يعتبر من المحرمات التي يطال فاعلها العقاب بالطرد.
بعد تفكير طويل، وامتثالا لنظام تسيير المنظمة الذي يبين بشكل صريح أنه يمكن تقديم شكوى والابلاغ عن حالات التعسف. قررت اللجوء الى مركزية المنظمة واطلاعهم على حيثيات قضيتي طالبا منهم التدخل العاجل لوضع حد لهذه الممارسات التعسفية
فصل مؤقت ثم فصل نهائي
دون استيفاء الشروط اللازمة لاتخاذ قرار فصل أي متعاون وفي غضون ساعات من مراسلتي المركزية المنظمة توصلت ببريد الكتروني مفاده انه تم اتخاذ قرار بفصلي مؤقتا ريثما يتم النظر في قضيتي من بين الأسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار هي
1. اللجوء الى أطراف خارجية لجوئي الى رئيس الهلال الأحمر الصحراوي)
2. عدم احترام التسلسل الهرمي لجوئي الى مركزية المنظمة
قمت بالرد على القرار الذي أقل ما يمكن ان يوصف به أنه قرار تعسفي لم يستوف أبسط الشروط اللازمة لاتخاذ قرار بهذا الحجم حسب اللوائح المنظمة لعمل المنظمة.
بعد ثلاثة أيام من ابلاغي بقرار الفصل المؤقت وبعد تقديم ردي الرافض لهذا القرار، تم ابلاغي بفصلي بشكل نهائي في مخالفة صريحة أخرى لنظام تسيير المنظمة ولوائحها الداخلية.
ختاما ان فصول مسلسل التعسف الممنهج تنم عن تماد كبير في استخدام السلطة و “الحقرة” التي يمارسها منسق وحدة المشتريات واللوجستيك تحت أعين وبحماية المدير، فهو أي كما قال المدير مرة ” أحد أعمدة المنظمة الخرسانية” و “أنا معه ظالما أو مظلوما” فهو بذلك يستحق هذه الحماية ومن أنا ليلتفت الى شكواي منه.
ان لجوئي للقضاء الجزائري هو حق يكفله لي عقد الخدمة الذي يربطني بالمنظمة وهو قرار اتخذته بعد استنفاذ جميع السبل الممكنة لحل هذه القضية بما في ذلك اللجوء الى وزارة التعاون الصحراوية التي نصحتني باللجوء إلى القضاء فهو الوحيد الذي يمكن ان ينصفني.
ان قضيتي ومنذ بدابتها لم تكن مسألة راتب وانما كانت ومازالت وستبقى مسألة كرامة ورفض للذل والامتهان ……بقلم : محمد احمودي.