الفاشل عادة ما يكون باهت وجبان..
كثر الحديث هذه الايام على غير العادة عن الرئيس ابراهيم غالي ، عن فشله في تدبير شؤون الدولة ، وهذا صحيح لا جدال فيه ، لكننا نتحمل الجزء الاكبر من هذا الفشل بسكوتنا ونفاقنا له ولغيره من شيوخ الثورة حتى لا أقول قادتها ، لأن سيمة القائد افتقدناها منذ 9 من يونيو 1976، لان القيادة لا تحسن إلا بقبول الشعب ، ولذلك نحن الان نعيش قصة واقعية لفشل الرئيس غالي في تحقيق قبول شعبه له نظرا لعدة عوامل نذكر منها لا للحصر :_ عجز عن تطبيق القانون على الجميع _ ضحي بوطنه من أجل كرسي وهمي على ظهر لحمادة_ يقحم نفسه في محاصصات قبلية وزبونية لا طائلة منها _ سعى لتمرير عهدته السابقة باي ثمن…_ تحالف مع الفاسدين والانتهازيين والبلطجة _رهن نفسه لسياسات مشبوهة في تاريخ الثورة كالولاءاة وهي سابقة في تاريخ البوليساريو._فشل في تفعيل كل مؤسسات الدولة كالقضاء والامن و التعليم والصحة ._ سكت عن الاخطاء والفساد والافساد في حكومته وتستر عليه._ إمتنع عن ملاحقة الفاسدينوأقحم نفسه في التدخل بالقضاءفي حكمه أنتقص من مقام الرئاسة و الدفاع واصبح عرضة للمذلة.يا إخوان لا يكسب المعركة القائد الجبان أو القائد الذي يفقد ثقة جنده،حيث أنه في معركة الحياة لا نجاح إلا بتضحيات ولا ثبات إلا بصبروكل ما كان الطريق أصعب كل ما كان طريق للنجاح،فالعقل الفارغ مخزن للشيطان كما يقال وهذا المخلوق الذي يقودنا بدأ منذ الوهلة الاولى متحاملا على نفسه ، مجتهدا في غبائه في فهم ماحصل له بعد المؤتمر السادس عشر ، محتارا في لعب دورين متناقضين: دور الجلاد ودور الضحية ، كما يفعل عادة في كل خطاب او حتى ظهور استعراضي افريقي منزوع الاطار .ومن اسباب فشل غالي و “اصحابه” ايضا:قصور النظر و الغرور و فقدان الرشاد في الحكم والاستثناء في المنافع ، فلا يعرف مدى رضا شعبه عن الواقع المعاش وبالتالي هو غير معني حسب فهمه بأي رؤيا فهو لا يريد من الرئاسة سوى إشباع ذاته وتحقيق رغباته ،ينظر إلى شعبه بعين الريبة والخوف فيتحسس ذوي المبادرة والانجاز فيقمعهم ، لما يجد في نفسه من خوف منافستهم ، فهجر معظمهم وينظر في من يريد التغيير والاصلاح بنظرة التخوين ، فيقسم شعبه بين خائن يجب القضاء عليه او معاد يتقيه ، وليس بعيدا عن “خصمه” او من يفترض أنه خصمه!! الوزير المستشار البشير السيد الذي هو سبب كل بلاء اهل الصحراء وكل المؤامرات ضد الابرياء من شعبه، للزج بهم في السجون سبعينيات القرن الماضي ، الذي يظن ان افضل حالة يكون عليها الشعب هي الخوف والترهيب والريبة و الشعور بالسطوة ، لانه يظن ان ذلك يشتت طاقة الشعب ، ويشغلهم عن المطالبة بحقوقهم ، لان هذا المستشار يظن القضية والشعب معا، إرث له يصنع به ما يشاء ، ولا يحاسبه احد على تجاوزاته او كلامه الساقط .واقعنا ياسادة بخلاصة أصبح واقع المنتديات والواتساب ، ونضال السلفي ومزايدات “حقوقي” المناطق المحتل ، حتى لا أقول مرتزقة الارض المحتلة التي انتهت وطنيتهم الزائفة مع مصلحتهم ، وارتزاقهم على حساب معاناة الشعب الصحراوي في اللجوء ، ناهيك عن جيوش البلطجية والمنافقين والمتزلفين نساء وأشباه رجال الذين اصبحت تعج بهم ساحتنا النضالية. نقول كلمة الحق ولا نخاف في ذلك لومة لائم ، ونقول بما يرضي ضمائرنا … وعندما نواجه موضوعا ليس بيدنا خيار امامه غير ان نرد عليه بالدليل ، بعد سكوتنا عن قول الحق 50 سنة حتى تفاقمت الاوضاع وأصبح الكثير يبيع ويشتري في قضيتنا ونحن نواجه الاعداء بصدور عارية ، حتى اصبح شيوخنا عفوا قادتنا وعائلاتهم ملوكا دون علمنا ، ونحن عبيد ليس لنا الى الموت في سبيلهم حتى يستمرون هم في السلطة، ويبقى الوطن محتل …لا اخجل أن أقول لمن بذلوا الروح لأجل العرض والأرض، انه إنتهى العرض، وضاعت الأرض في حكم غالي و اصحابه.
محمد المصطفى عبدالرحمان مقاتل بالناحية العسكرية الاولى.