الشباب بين صرامة الرئيس المفقودة، وخذلان الرفاق..
بكل اسى وحصرة تهدر البوليساريو طاقتها في سبيل توطين الفساد داخل مؤسساتها وهيئاتها وداخل مؤسسات الدولة من وزارات ومدريات وطنية ومركزية، نزيف حاد يصيب هذا الجسد المنهك والمثخن بالجروح والازمات.
منذ أن تولى ابراهيم غالي السلطة، اخذ الرجل على عاتقه خطاب طموح وعالي العقيدة، جسده الرجل في البدايات بخرجاته الميدانية المفاجئة وزيارته للمؤسسات والاجتماع مع الاطقم والكوادر والجلوس مع الكادحين في زوايا الرابوني الهشة والرثة.. كان عنوان “ذا ما هو ربكم اللي تعرفوا” حديث الجميع وكان بمثابة جرعة امل للمناضلين الذين سؤموا من ثراء وفساد الرفاق المنتشر في البرايا والمدن. سنوات بعد ذلك تبدد هذا الخطاب واعتكف الزعيم بيته الاصفر ريثما يكتمل تشييد القصر الجديد غرب الشهيد الحافظ، وتحول خطاب الصرامة حديث العهد الى فزاعة اعلامية تعهد بها الرجل امام مناضلين صوتوا له يوما واعلنوه زعيما جديدًا قديماً المشروع. فرط الرجل في احداث نقلة اصلاحية حقيقية واعلن الحرب على الشباب وعلى الطاقات العاملة منه، اختار من هذه الشريحة الكبرى في مجتمعنا، أدوات سيئة و مؤدلجة اجتماعيا وفر لها الحماية والغطاء لتفعل ما تشاء في المؤسسات، نسخ رديئة ومرتدة عن مبادئها وقيمها الرفاقية فاسدة اخلاقيا وسياسيا.
سعى النظام الذي يقوده الرجل الى شيطنة الشباب وقتل روح الابداع فيه تحضيرا لإخراجه من المشهد وتعويضه بالرداءة والنسخ التافهة من شباب القبائل وابناء ولائم الزعيم، الفقراء خلقا وقيما…
ولعلى ما حدث في مؤتمر اتحاد الشبية ومؤتمر اتحاد المرأة الأخير وما يحدث حاليا في وزارة الشباب والرياضة ومحاولة النظام هدم القانون وتجاوز إرادة الشباب دليلا قطعا على هذا الهدر المؤسس والمبارك من طرف سيادته، هذا ليس بعيدا عن إخراج المنظمات الجماهرية عن الامانة الوطنية، وتقييد ترشح الشباب للبرلمان، وتوقيف عجلة التجديد في الحركة الديبلوماسية واعادة تدوير الاجيال القديمة واعادتها الى المشهد بعد ما انفصلت عنه طواعية.
اليوم زادت حدت هذه الشيطنة من خلال تشكيل حلف وزراء الزعيم وحمايتهم، رغم تطاول هؤلاء على القانون وعلى مراسيم الرئيس نفسه -المرسوم الرئاسي 2023/28 نموذجاً- المتعلقة بمهام وصلاحيات الوزراء سبيل مواصلت إخراج الاطارات الشبانية واهل الكفائة وتعويضهم بأدوات هشة ومغمورة من أبناء عمومتهم، في صورة ستبقى ارشيفية وبعنوان المسخ الثوري في عهد الصرامة. ما زاد الطين بلة وساهم بشكل كبير في هدر الكفاءات هو تخاذل الرفقاء من قيادات وسياسيين واختيارهم سياسة الصمت الاستراتيجي،وكان حال لسانهم يقول: فما دام الخطأ خطأ الرئيس فما بالنا نحن..، فالوزير الاول مثلا بدلا من حماية صلاحياته والاستماتة دونها فضل مسايرة الوضع والاكتفاء بنقل رسائل غضب القواعد الى الرئيس.
هذا في وقت لا يناقش مكتب الامانة الوطنية هذا الواقع او على الاقل محاولة ايجاد حلول جذرية تحد من فساد تريكت الرئيس.
اننا امام ازمة وطنية شاملة، طوفان من الفساد الأخلاقي يهدم مؤسسات هذا المشروع في ظل صمت النخب والمثقفين ورجال الاوطان، لا يعقل بتاتا ان تكون محصلة خمسين سنة من ألبناء والتحرير كهذه المحصلة التي وصلنا إليها الآن.. ان محاربة الشباب والفكر النقدي داخل مؤسسات وهيئات هذا المشروع ينذر بحالة من الأنهيار المؤسساتي، ولكم في واقع التعليم والصحة والاعلام والثقافة وأخيرا وليس آخرا وزارة الشباب والرياضة عبرة، فكلها مؤسسات باتت تمثل بيئة طاردة وتتغذى على فتات الدعم ومشاريع التمويل الاجنبية…
وتبتعد يوما بعد يوم عن حالة الانتاج والتطوير بسبب اهمالها لعنصر شباب الوطن ومبدعيه.. ان المشروع الذي يتغذى على سياسة العقاب الجماعي، وهدر الكفاءات لا يمكن أبدا ان يكون مشروع وطني بقدرما هو مشروع اشخاص تحركهم ميول ورغبات فردية ونزعة التسلط لا الطلائعية…
وعلى قادته ان يدركوا انهم لا يحرقون الشباب بقدرما يحرقون ماضيهم المشرق وتاريخهم النضالي الماجد…
بقلم :احمد علين محمد سالم.