الراعي الثوري ومرياع المشاريع الكسيحة

الراعي الثوري ومرياع المشاريع الكسيحة

يحكى ان مرياعا – و المرياع هو قائد قطيع الغنم الذي يعتمد عليه الراعي في توجيه غنمه- سار بالقطيع في منطقة وعرة حتى وصل إلى حافة واد سحيق. فانزلقت قدماه فسقط أسفل الوادي فما كان من باقي القطيع إلا أن لحقه، بحكم الاقتداء.

تحت الرعاية السامية لفخامته، و بإشراف عضو الامانة الوطنية، والي ولاية السمارة، تتواصل محطات تدشين مشروع القرن “سارح لمواجهة العزوف والنزوح السكاني وتعمير أرض الله”.

حرص الوالي على الإشراف الشخصي واختيار السراح الاكفاء، هو من صميم رعاية شؤون المواطن وتقليل استهلاك المواد الصناعية و زيادة فرص الدعم والتعاون وتطوير خبرات شبان الولاية المعدومة المشاكل. بالأمس كانت الأندلس واليوم كاستيا ليون. هذه المرة يغيب الإعلام الرسمي كعادته عن تغطية الحدث، فالمشاريع العظيمة و الكبرى لا تحظى سوى باهتمام العظماء والقادة الوطنين.

ولولا الصحافة الاسبانية لبقي المشروع طي الكتمان كالالاف من امثاله، فاغلب القادة يفضلون الستر وعدم تغطية انشطتهم خوفا من الحسد والغيرة. فكل صاحب نعمة محسود.

ورغم التداخل في الصلاحيات بين وزارة اعمار الأراضي المحررة باعتبار المشروع يستهدف إعادة الإسكان واعمار المناطق الاسبانية التي تشهد نزوحا سكانيا، فالمسالة ايضا تهم وزارة التنمية ووزارة الشباب والرياضة باعتبار ان “سراح” اليوم كانوا اطفال برنامج عطل في سلام بالامس.

وهو مايحتاج إلى جلسة خاصة للمجلس الوطني الذي لا يدري جل اعضائه اين تقع جغرافيا مجال السرحة الجديد. يستحق العبقري صاحب فكرة مشروع القرن هذا ان نهدي له عضوية امانة أبدية. فطموح البعض سلطة ابدية ومخزون مالي لا ينضب مهما كانت مصادره حتى لو كانت من وحي مخالفة روح وقداسة نشيد “يا بني يالصحراء”.

وللراعي الكبير ترفع القبعات وتساق القطعان، فإهمال الرعية يحول اجيالها حتما إلى رعاة ابديين لدى مستعمر اليوم والامس. كما يحول مراعيها إلى ارض سائبة للذئاب واللصوص و”سراح” المشاريع الخاصة.

بقلم: