الجمهورية الصحراوية تشارك في الطبعة الثالثة لصالون الجزائر الدولي للبيئة والطاقات المتجددة .

الجمهورية الصحراوية تشارك في الطبعة الثالثة لصالون الجزائر الدولي للبيئة والطاقات المتجددة .

تشارك الجمهورية الصحراوية في الطبعة الثالثة لصالون الجزائر الدولي للبيئة والطاقات المتجددة، الذي ينظم تحت رعاية رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون.

وتحضر الجمهورية الصحراوية من خلال وزارة البيئة والمياه ممثلة في المدير المركزي للبيئة إلى جانب حوالي 170 عارضا محليا وأجنبيا في هذا الصالون بمعرض يعكس التجربة الصحراوية في هذا الميدان في إطار سياسة الاكتفاء الذاتي للدولة الصحراوية، حيث تعمل وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع عدة مؤسسات وطنية وأجنبية على تطوير هذا الجانب والمساهمة في حماية البيئة، تماشيا مع الاهتمام الدولي بهذا المجال.

وقد أشرفت السيدة فازية دحلب وزيرة البيئة والطاقات المتجددة الجزائرية، على افتتاح الصالون المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري، بحضور أعضاء من الحكومة الجزائرية، حيث اعتبرت الصالون فرصة لتحفيز الاستثمار في عدة أنشطة تتعلق بترقية استعمال الطاقات المتجددة، مشيرة إلى أن كوريا الجنوبية التي تعتبر ضيف شرف الطبعة الثالثة للصالون، سيتيح الفرصة للاستفادة من التجربة الكورية “.

وستدوم فعاليات هذا الصالون ثلاثة أيام يتم خلالها تنظيم لقاءات وعقد شركات إلى جانب محاضرات حول البيئة والطاقات المتجددة.

وأكدت السيدة دحلب في كلمتها أن الصالون، الذي استقطب حوالي 170 عارضا محليا وأجنبيا، “يتماشى مع توجه مخطط عمل الحكومة المنبثق من برنامج رئيس الجمهورية” الرامي إلى تعزيز وتشجيع بروز مؤسسات ناشئة ومؤسسات مصغرة في مجال الاقتصاد الأخضر.

ولفتت إلى أن الجزائر “لا تريد العيش في معزل عن الديناميكية الدولية”، حيث اتخذت العديد من الإجراءات لبناء وتنفيذ الاقتصاد الأخضر في إطار النموذج الاقتصادي الجديد، وجعله “دافعا حاسما” لتطوير موارد البلاد وتنويعها خارج المحروقات.

وأبرزت الوزيرة أن حماية البيئة تحظى ب “مكانة هامة في برنامج رئيس الجمهورية الجزائرية “، من خلال تكريسها في الدستور، والتزامه بتشجيع إنتاج الطاقات المتجددة وضمان إطار معيشي يحترم متطلبات التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة.

كما أكدت أنه، بعد اعتماد الحكومة الاقتصاد الأخضر ك”أولوية وطنية”، يعمل قطاع البيئة على تطوير مجالات جديدة، ترتكز أساسا على ترقية استعمال الطاقات المتجددة خارج الشبكة في شتى المجالات، على غرار الفلاحة والصناعة، مع العمل على إرساء الاقتصاد الدائري المتمحور حول تثمين النفايات وخدمات النظم الإيكولوجية.

وذكرت الوزيرة بإشراف دائرتها الوزارية على إعداد المخطط الوطني للتكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية، بعد استفادة الجزائر من دعم مالي دولي قدره 8ر2 مليون دولار من طرف الصندوق الأخضر للمناخ.

وفي هذا الإطار، أكدت أن التكيف والتقليص من آثار التغيرات المناخية، يشكلان فرصة لتطوير مشاريع متعددة القطاعات تغطي الجوانب المتعلقة بالفعالية الطاقوية والطاقات المتجددة، الاقتصاد الدائري، الاستعمال العقلاني للمياه، وكذا التنمية الصناعية والفلاحية.

ونوهت السيدة دحلب بالمشاريع التي أطلقتها الجزائر لإنجاز محطات تحلية مياه البحر، وكذا إعادة تدوير مياه الصرف الصحي، وذلك بهدف التكيف مع ظاهرة ندرة المياه وتحقيق الأمن المائي.

وبخصوص تشجيع الاستثمار في البيئة والطاقات المتجددة، أشارت إلى عمل قطاعها بمعية قطاعات أخرى ذات صلة، على تحفيز الاستثمار في عدة أنشطة منها المتعلقة بالاقتصاد التدويري، الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة خارج الشبكة، مبرزة أهمية الشركات الناشئة في هذا الشأن.

وقالت أيضا “إن الجزائر وانطلاقا من موقعها الجغرافي وإمكانياتها في الطاقات المتجددة، تمنح فرصا استثمارية مهمة للغاية من حيث الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والتثمين الطاقوي للنفايات”.
وفي هذا الإطار، أشارت إلى توفر الجزائر على 288 منبعا حراريا يمكن استغلاله لإنتاج الطاقة الحرارية الأرضية، وكذا كميات كبيرة النفايات، تتشكل أساسا من 50 بالمائة من مواد عضوية قابلة لإنتاج غاز الميثان.

وأكدت السيدة دحلب على أهمية مرافقة المؤسسات الناشئة وحثها على الابتكار والمشاركة الفعالة في حل كل الإشكاليات المطروحة، وكذا العمل على تطوير برامج البحث العلمي للمساهمة في تنفيذ المخططات الوطنية للبيئة والطاقات والمتجددة.

ولتحقيق التحول نحو الطاقات البديلة والنظيفة، سطرت الوزارة مخطط عمل على المدى القريب (من 2023 إلى 2025) لتطوير الاستهلاك الذاتي وربط المناطق المعزولة بالطاقة، لاسيما المحيطات الفلاحية في الجنوب الموجهة للزراعات الاستراتيجية.

كوريا الجنوبية، ضيف شرف الصالون

وباعتبار كوريا الجنوبية ضيف شرف الطبعة الثالثة للصالون، أبرزت الوزيرة أن ذلك سيتيح الفرصة للاستفادة من التجربة الكورية “في ظل التحول الإيكولوجي الذي تتجه إليه الجزائر بخطى ثابتة”.

من جهته، أكد ممثل سفارة كوريا الجنوبية بالجزائر أن البلدين تربطهما شراكة في مجال الاستدامة البيئية، لافتا إلى وجود مناقشات بين الوكالة الكورية للتعاون الدولي والمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، “لتعزيز قدرات الجزائر في مراقبة وإدارة جودة الهواء”.

واعتبر أن إمكانيات الجزائر في الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر تؤهلها ل “البروز كرائد عالمي في مكافحة تغير المناخ، وكوريا على استعداد لأن تكون حليف ثابت في هذه المساعي النبيلة”.