البشير محمد لحسن: استشهد أول رئيس للدولة الصحراوية ولم يعرف للرئاسة مقراً.
مقر جديد للرئاسة! تولّى الرئاسة بعده الراحل، محمد عبد العزيز، وقد بُني في عهده مقر رئاسة (الكتابة العامة) الذي يشبه بنايات باقي المؤسسات، واستقبل فيه عشرات رؤساء الدول والحكومات والوفود من مختلف بقاع العالم. وفي السنوات الأخيرة من حكمه، تمّت إضافة ملحقة لتصبح المقر الثاني لرئاسة الجمهورية. واليوم يتم تشييد المقر الثالث للرئاسة، وهو مقر يبدو ضخماً وفخماً وبمواصفات حديثة بالإسمنت المسلح وبموازنة بالمليارات.
ويرى المدافعون عن المشروع أن مقر الرئاسة القديم أصبح مهترئاً ولا يتوفر حتى على ضروريات استقبال الوفود الرسمية، كما يؤكدون أن تمويل المقر الجديد للرئاسة وإن كان بالمليارات، لكن تبرعت به دولة صديقة، مذكرين بأنه يجب توفير بعض شروط الراحة للضيوف وكبار الشخصيات التي تزور الدولة الصحراوية.
في المقابل، يرى منتقدو المشروع أن أي زائر أجنبي يدرك أنه يزور مخيمات للاجئين وشعب في مرحلة الثورة، ما يعني أنه لا ينتظر عيش الرفاهية.
كما يرى هؤلاء أن بناء مقر ثالث للرئاسة يثبت التخبط في تحديد الأولويات في المرحلة الراهنة، وأن الأموال كان يمكن توجيهها لتمويل مشاريع أخرى أكثر إلحاحاً ونفعاً للشعب وليس مقر ثالث للرئاسة.
وتعاني مقرات بعض الوزارات من الهشاشة والتصدعات وبعضها آيل للسقوط، ما يعني أنه حتى ولو تم فرض بناء مقر جديد، يمكن أن يصبح لإحدى الوزارات وليس للرئاسة التي لا تنقصها المقرات.
فهل ستتدارك الرئاسة الأمر وتعالجه؟
البشير محمد حسن