إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا: اللهم لاشماتة
أمره الحرس الرئاسي بالبقاء وحده في مقر إقامته وفرقوا بينه وبين عائلته؛ دقائق بعد إعلانه نفسه فائزا في الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة.
كان قبل رئاسته وزيرا للدفاع في عهد أبيه. ثم سرعانما خلف بونغو الأب ثم خلف نفسه وفي كل مرة يثير نجاحه تفككا داخل أسرته والأغلبية التي تشكلت من حوله ومن قبله؛ ثم يحميه الجيش الذي يعتقد أنه هو الذي بناه.
أمعن في طول مأمورياته السبعيات؛ فباغتته أزمة صحية ألزمته الفراش لعشرة أشهر خرج منها زائغ البصر مشلول اليمنى.
رفعت قضايا فساد واستثراء غير شرعي عليه في غرب أوروبا؛ فولى وجهه شطر الكومنويلث.
وألف مؤلف فرنسي كتابا يطعن في نسبته لعمر بونغو؛ ويذكر أن المغنية الراحلة التي هي أمه على الورق استشفت مرارا بعد مولده لدى طبيب نساء إسرائيلي في تل أبيب. وذكر أنه من يتامى حرب البيافرا.
لطالما استكفى بحرس مقرب من دولة عربية فظن أنهم منجوه من غضبة قادمة.
ولطالما مزج بين الإسلام والماسونية والليبيرالية.
لم تعوزه الموارد الاقتصادية الضخمة لبلد من أغنى دول إقليم وسط إفريقيا.
واليوم يطيح به المرافق العسكري لوالده وملحقه العسكري في الرباط وداكار بمعية جيشه الذي قاده وظن أنه غير بالغه؛ فيسجل رسالة مصورة من محبسه الرئاسي استغاثة محزنة بانغليزية رطنة ومحتوى ضعيف وزاوية تصوير توضح الواضح فيصير أقرب إلى صانع محتوى مبتدئ ومحترف تسول مبتدئ في ملتقى طرق مليء باللئام.
لم يكن يوما ديمقراطيا لاهو ولا سلفه وأبوه المفترض؛ بل جاء بعائلتهما انقلاب وأخرجهما الموت وانقلاب؛ واعتبروا الديمقراطية لبوسا للجلوس على كرسي الرئاسة دون أن يعتبروها مطلبا جماهيريا.
بقلم: إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا